تونس تتخلص نهائياً من الإخوان بعد عقد أولى جلسات مجلس الجهات والأقاليم
أسدلت تونس الستار على المرحلة الأخيرة من مشروع الرئيس قيس سعيد، بعد عقد الجلسة العامة الافتتاحية للمجلس الوطني للجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، والذي تم انتخاب أعضائه خلال الأشهر الماضية، وقد تم خلال الجلسة انتخاب عماد الدربالي رئيسا للمجلس.
تشكيل مجلس الجهات والأقاليم
وبحسب المادة 56 من الدستور التونسي: يفوض الشعب صاحب السيادة، الوظيفة التشريعية لمجلس نيابي أول يسمى مجلس نواب الشعب، ولمجلس نيابي ثان يسمى المجلس الوطني للجهات والأقاليم.
ويبلغ عدد أعضاء المجلس 77 عضوا، من بينهم 72 عضوا منتخبا من قِبل أعضاء المجالس الجهوية بمعدل ثلاثة أعضاء عن كل مجلس (24 مجلساً جهوياً)، و5 أعضاء عن مجالس الأقاليم بمعدل عضو عن كل إقليم.
ومن المنتظر أن يصدر الرئيس سعيد أمرا رئاسيا يحدد من خلاله العلاقة بين المجلسين، وصلاحيات كل مجلس على حدة، وطريقة فض الخلافات المحتملة في حال عدم التوافق على عدد من مشاريع القوانين، وأهمها قانون المالية.
ويفترض الدستور التونسي المصادق عليه في 25 يوليو - تموز 2022، أن توافق الغرفتان على عدد من مشروعات القوانين، من بينها قانون المالية، وكل مخططات التنمية المحلية.
ووفق الدستور التونسي المصادق عليه في 25 يوليو - تموز 2022: تعرض وجوباً على المجلس الوطني للجهات والأقاليم، المشاريع المتعلقة بميزانية الدولة، ومخططات التنمية المحلية والوطنية، لضمان التوازن بين الجهات والأقاليم.
القضاء على أحلام حركة النهضة
ويقوم النظام النيابي الحالي في تونس على غرفتين نيابيتين، عوضاً عن غرفة واحدة قبل حل البرلمان الذي كان يرأسه راشد الغنوشي زعيم إخوان تونس.
ويجمع سياسيون تونسيون على أن هذا المجلس سيكون فرصة أخرى للقضاء على ما تبقى من أحلام حركة النهضة التونسية ذراع الإخوان المسلمين بتونس في العودة إلى المشهد السياسي، بعد أن أنهت الانتخابات البرلمانية الماضية وجودهم البرلماني، وأنهت قرارات الرئيس سعيد نشاطهم السياسي.
طي صفحة الإخوان
ويعد إرساء مجلس الجهات المرحلة الأخيرة في مسار 25 تموز - يوليو 2022، الذي بدأه الرئيس قيس سعيد لاستعادة مؤسسات الدولة من تنظيم الإخوان، والذي بدأه بالإطاحة ببرلمان الإخوان وإلغاء العمل بدستور 2014 وإجراء استفتاء وطني على الدستور الجديد لعام 2022، فضلاً عن إجراء انتخابات تشريعية في 17 كانون الأول - ديسمبر 2022.
إعترافات قيادات أخوانية منشقة
هذا وأقر محمد الحبيب الأسود القيادي المنشق عن تنظيم الإخوان بتونس بفشل تجربة الإسلام السياسي الإخواني بين الدين والدولة والإرهاب من التعايش المؤقت مع الدولة المدنية، إلى الانقلاب نحو حكم الجماعة الكلي".
وأكد أن حركة النهضة تركة فاسدة لا تصلح للتوريث، فتعفنت، مضيفا أن ما تبقى منهم يحاول إنعاش التنظيم في وعاء حزبي جديد ولكن لا جدوى ولا مستقبل لهم، وكل محاولاتهم اندثرت.
جهاز النهضة السري
وسبق أن فضح العضو السابق في حركة النهضة كريم عبد السلام تاريخا من ممارسات الإخوان في تونس، وجرائمهم، التي كان هو شخصيا أحد الشهود عليها.
حيث قال إن للنهضة جهازا سريا برز في أواسط الثمانينات من خلال تجنيد عناصر أمنية وضباط من الجيش، اشتغل على قلب نظام الحكم، قبل أن يسبقهم في ذلك الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي سنة 1987 وتواصل إلى حد اختراق الإدارة التونسية منذ وصولهم للحكم سنة 2011 لخدمة أجندات الإخوان.
ثورة الشعب التونسي على الإخوان
يذكر أن أبرز المطالب التي رفعها التونسيون في 24 تموز - يوليو 2021 تتمثل في تطهير البلاد من عبث الإخوان واستبعادهم عن السلطة، التي استغلوها لمصالحهم الخاصة وأذرعهم وحلفائهم، مستثنين من ذلك باقي الشعب التونسي.
تعليق