السبت، 30 سبتمبر 2023

شربل

الإخوان وتناقض خطابهم الإعلامي تجاه الإرهاب

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

اعلام الاخوان

تستند استراتيجية الإخوان المسلمين الإعلامية، على مستوى التنظيم الدولي والتنظيمات الفرعية، على تبني خطابين، الاول خارجي والذي يتم التعبير عنه خلال اللقاءات الرسمية مع الدوائر الغربية والسفارات ومع مراكز الدراسات، ويحمل أفكاراً تتوافق مع متطلبات الغرب، من بينها أن الإخوان يدينون التطرف والإرهاب، ويؤمنون بالديمقراطية وصناديق الاقتراع واحترام حقوق الأقليات وحقوق المرأة.

والثاني داخلي يركز على القواعد الشعبية في بلدانهم ويصب في إطار عناوين التطرف والإرهاب وتعزيز الكراهية، وهناك الكثير من الخطابات الإخوانية في ساحات مختلفة تتطابق مع خطابات قادة المنظمات الإرهابية، وعلاوة على ذلك أسهم خطاب الإخوان المسلمين في شرعنة السلوكيات الإرهابية، من خلال تبرير العنف.

وربط أسبابه بالنظم السياسية، وخلو منصاتها الإعلامية وتصريحاتهم من أي إدانة للعمليات الإرهابية، ولعل المثال الأبرز على ذلك؛ قيام أربع نواب من حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، بتقديم العزاء في مقتل أبو مصعب الزرقاوي على يد القوات الأمريكية في العراق، حيث وصفه النائب السابق محمد أبو فارس بأنه "مجاهد وشهيد".

ويمكن القول إن هذا التناقض في الخطاب الإعلامي للإخوان المسلمين، أصبح قيد التحقيق في العديد من الدوائر الأمنية للعواصم الأوروبية، وهو ما يفسر الحملات الأمنية والتحقيقات التي تجري مع قيادات الجماعة في عواصم أوروبية متعددة، بتهم تتراوح بين الاشتراك في عمليات إرهابية، أو تقديم دعم لوجستي متعدد المستويات للتنظيمات الإرهابية، من خلال مؤسسات الإغاثة ومراكز إسلامية ثبت دور الإخوان في رعايتها واستثمارها لصالح تقديم خدمات للإرهاب.

يواجه الإخوان المسلمون جملة من التحديات الجدية، التي من أبرزها علاقاتهم مع التطرف والإرهاب، إلى جانب ملفات أخرى مرتبطة بـ أيديولوجية الإخوان، وما تعنيه من فقدان القدرة على توفير مقاربات تفكك إشكاليات تاريخية مرتبطة بالتفريق بين "الدعوي والسياسي"، وهي الإشكالية ذاتها التي تجلت معالمها في انشقاقات إخوانية على مستوى التنظيم الدولي والتنظيمات الفرعية، وتزايد الأجنحة المتنافسة داخل الجماعة في بعض الدول.

يشكل وصول الإخوان للسلطة في بعض الدول عبر صناديق الاقتراع، ثم سقوطهم عبر ذات الصناديق، محطة مهمة من محطات تطور الإخوان المسلمين وتحولاتهم، ولعل أهم مخرجاتها كانت في إسقاط مقولاتهم حول المؤامرة وإقصائهم، بعدما اتضح عدم قدرتهم على تحقيق نجاحات تستجيب لمطالب "الكتل الناخبة" لا سيما ما يتعلق بالملفات الاقتصادية، ووعودهم بـ" المدينة الفاضلة".

ومن المرجح أن تذهب التنظيمات الفرعية للإخوان نحو مزيد من الانشقاقات، على خلفية احتدام النقاشات حول الفصل بين "الدعوي والسياسي"، وربما تساهم الإجراءات الأوروبية الخاصة بالتضييق وفرض القيود على استثمارات الإخوان التي تقدر بمليارات الدولارات، في تراجعهم. 

الإخوان وتناقض خطابهم الإعلامي تجاه الإرهاب
تقييمات المشاركة : الإخوان وتناقض خطابهم الإعلامي تجاه الإرهاب 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق