الاثنين، 11 سبتمبر 2023

مساجد الإخوان.. وسيلة الجماعة لغزو العالم بترويج المظلومية

مساجد الاخوان

يعد حسن البنا- مؤسس جماعة الإخوان- من الناحية التاريخية هو أول من سَيَّس بيوت الله وحول منابرها لأبواق تلبس الباطل ثوب الحق لتبث أفكاره وتجذب المتعاطفين وتجند المصلين وتضمهم لجماعته الوليدة، بل كان يعقد «البنا» في محرابها اجتماعات سرية وتمويهية بأعضاء الجماعة، وكان استحواذه على باحات المساجد يتم برشوة أئمتها الرسميين.

وهذا نصًا ما ذكره كتب حسن البنا نفسه في مذكراته التي حملت عنوان: «الدعوة والداعية»، حيث إنه اعترف برشوة إمام أحد المساجد فى الإسماعيلية ليسمح له بالخطابة وعقد الجلسات ولقاءات مع أتباعه فى المسجد، كذلك استغلال موسم الحج والعمرة لاستقطاب المتعاطفين والمريدين.

وظل الإخوان يدافعون عن الجريمة الأخلاقية التي اقترفها مؤسس جماعتهم، مستشهدين بأن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، كان يستخدمه مقرًا للحكم، والخطابة وقراءة القرآن!

متغاضين عن حديث لعن الله الراشي والمرتشي للرسول ذاته، واستشهاد الإخوان باتخاذ النبي المسجد للحكم منزوع من سياقه التاريخي، كعادتهم حين يفسرون بل يفصلون القرآن والأحاديث والتاريخ لصالح أهوائهم وبما يخدم مصالحهم السياسية، متناسين أن شكل الدولة في العصر الحديث اختلف جذريًّا عنه في عهد النبي، وبالتالي لم يعد هناك داع لاستخدام المساجد كمنابر سياسية ومنصات تحريضية وجعل محاريبها أماكن لعقد الاجتماعات السرية التمويهية، فحسن البنا لم يكن يدعو لدين جديد بل لجماعة جديدة بدأت حياتها بالرشوة وبدعم مادي من الاحتلال الإنجليزي وباستغلال بيوت الله في ما لم ترفع من أجله. 

عقب ثورة 25 يناير أصبح المشهد مرتبكًا، ولاحت في الأفق نذر سياسية مشؤومة تشير لهيمنة الإخوان والجماعات الأصولية على دوائر صناعة القرار في مصر، وإمعانًا في إثبات ذلك استقدم الإخوان مشاهير الدعاة الخليجيين- وربما دفعوا لهم رشوة لقاء ذلك- ليروجوا لشيء واحد فقط، «أن مصر أصبحت في زمن الإخوان وقبضتهم»، وكان سبيلهم في قول هذا هو المساجد أثناء خطب الجمعة والدروس الرمضانية! مستغلين تلك الشهرة الزائفة لمشايخ النفط لإقناع المصريين بأن الإخوان وصلوا للعالمية وأصبح ذكرهم بالخير يجري على ألسنة مشاهير الدعاة، في تلفيق واضح لحجمهم السياسي الطبيعي وتزييف نواياهم الحقيقية تجاه الدولة المصرية. 

طبق الإخوان سياستهم الناعمة تلك خارج مصر أيضًا، ووضعوا أياديهم على معظم مساجد وروابط الجاليات المسلمة في أوروبا ومنظماتهم وجمعياتهم، فصار الكثير من تلك المؤسسات تابعة للإخوان في أوروبا، ولطالما استخدمتها الجماعة ستارًا دينيًّا خيريًّا يخفي نشاطاتهم المريبة في تلك الدول.

ويتابع أوضحت إحصائيات موثوقة خضوع 50 مسجدًا لجماعة الإخوان في ألمانيا وحدها، فيما وصل عددها في بريطانيا إلى 1400 مسجد تحت سيطرة الإخوان، وفي عدد من الدول الآسيوية يبلغ عدد المساجد 3000 تسيطر عليها الجماعة، وتشارك تركيا الإخوان فى عدد من المساجد. 

أن الإخوان فى الخارج يعملون على تقسيم المنظمات لأقسام مختلفة، منظمات أو جمعيات عامة تتولى الأنشطة الدينية والاجتماعية والتعليمية، وجمعيات دعوية وهناك كيانات أكثر تخصصًا مكملة لشبكة الدعوة الإسلامية، مثل: جمعيات الشباب، والطلاب، وجمعية المرأة مثل المنتدى الأوروبي للنساء المسلمات، وجمعيات طبية، وجمعيات الإغاثة، وجمعية فلسطين. 

وبالتالى يقوم الإخوان بخلق عدد من مصادر التمويل وجذب الجاليات المسلمة فى الخارج، مما يجعل انتشار الإخوان فى أوروبا كبيرًا، ويجعل من طائفة المتعاطفين والمحبين قاعدة أكبر تتفاعل مع أحداث المظلومية التى يصورونها ويروجون لها بخبث سياسي مفضوح أمام من يدرك حقيقتهم وخطورتهم، خصوصًا عند تصنيف الجماعة بالإرهابية، وعند إثبات التحقيقات تورط عدد من الجمعيات بتمويل الإرهاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق