شهد الأردن أحدث تلك الضربات التي تلقتها الجماعة، حيث أصدرت محكمة التمييز الأردنية، مساء الأربعاء الماضي، قرارا وصفته بـ "الحاسم"، يقضي باعتبار جماعة "الإخوان المسلمين" (منحلة) حكما وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية.
وأرجعت المحكمة الأردنية القرار لعدم قيام جماعة "الإخوان المسلمين" بتصويب أوضاعها القانونية وفقا للقوانين الأردنية، فيما أكد الناطق الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن، معاذ الخوالدة، أن هذا القرار الصادر عن محكمة التمييز غير قطعي وليس كما ورد في الأخبار المتداولة.
ولم يأت القرار الأردني إلا بعد محاولات لتجنب ما يصدر عن جماعة الإخوان من إرهاب وتطرف، وذلك حسبما أكد عضو مجلس النواب الأردني نضال الطعاني، إن "الأردن بذل جهودًا استثنائية لتجنيب الإخوان المسلمين هناك من الإرهاب والتطرف، واعتبارهم منظمة إرهابية".
وبالعودة إلى مصر، وهي بلد منشأ جماعة الإخوان المسلمين، نجد أن الجماعة مرت أيضا بمنعطفات خطيرة منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، فعلى الرغم من أنها ولدت لتكون حركة إسلامية لكنها لم تلبث أن ظهرت بشدة في المشهد السياسي.
ولم تنقطع محاولات الإخوان للوصول إلى الحكم على مدار عشرات السنوات، تباينت مواقفهم خلالها ما بين المعارضة الشديد للسلطة الحاكمة والمهادنة والصفقات السياسية، حتى وصلوا إلى كرسي الرئاسة عام 2012 عندما أصبح محمد مرسي العياط رئيسا للبلاد، لكنه لم يلبث أن تم عزله بعد عام من توليه المنصب.
ونشأت عن جماعة الإخوان المسلمين أو عن فكرها عدة حركات وجماعات في بعض البلدان تحت مسميات أخرى ربما لم تقر بتبعيتها المباشرة للجماعة، وتعد تونس أحد أبرز تلك الأمثلة، حيث جاءت حركة النهضة التونسية كأحد أبرز القوى السياسية الفاعلة في البلاد.
زاد في غموض موقف حركة النهضة من الإخوان المسلمين أن الحركة لم تعلن نفسها في بيانها التأسيسي أنها مرتبطة بالإخوان لكنها لم تنف ذلك أيضا، فيما يرى بعض المصادر أن الحركة قامت على منهج وفكر الإخوان المسلمين.
وتعتبر سوريا من أوائل الدول التي أعلنت موقفا صريحا من جماعة الإخوان المسلمين، ففي عام 1982، كانت سوريا أول دولة عربية تأخذ هذه الخطوة وتصنف جماعة الإخوان بالإرهابية.
وجاء هذا القرار السوري بعدما نفذت الجماعة في مطلع الثمانينات عمليات إرهابية عديدة استهدفت منشآت وأفراد بالقتل والتفجير، كان أبرزها تفجير برج كان يتواجد فيه عددًا من السوفيت أودى بحياتهم جميعًا، لتعتبر بذلك إحدى العمليات الإرهابية الأكثر عنفًا التي شهدتها سوريا.
تعليق