بقدر ما يسعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى لم الشمل الحكومي على وقع الأزمات المتلاحقة وتأثيراتها غير المسبوقة على الواقعين الاقتصادي والمالي والامني، بقدر ما يبدو الأفق مسدودا سياسيا ودبلوماسيا وقضائيا مع تشدد القوى السياسية الأساسية بشروطها قبل العودة الى طاولة مجلس الوزراء ربطا باستمرار حزب الله في تصعيده الاعلامي ضد المملكة،
وهذا سيفاقم وفق المراقبين الخلاف بين لبنان ودول الخليج. فالسعودية اليوم ترد خلافها مع لبنان الى سيطرة الحزب السياسية على مؤسساته، لتبرر اجراءاتها تجاهه، في حين ان لبنان لا يحكم التصرف مع مبرراتها لعدم التكافؤ. وبالتالي فإن عدم تحديد موعد زيارة وزير خارجية قطر إلى لبنان يعني أن الحلول لا تزال مقفلة، وان مقاربة الأزمة لا تزال محل انقسام،
وهذا يؤشر إلى أن زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الى لبنان اليوم لن تخرج عن إطار الاطلاع على وجهات نظر القوى السياسية من الأزمة مع دول الخليج وابداء الجامعة استعدادها لحلها من دون تقديم أي طرح جدي يضبط إيقاع الأزمة.
لم يكن لبنان يوماً جزيرة معزولة عن المنطقة. التناقضات الداخلية اللبنانية غالبا ما تكون نتاج التناقضات الخارجية. وما حصل من تطور أمني خطير في العراق في الساعات الماضية تجلى بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بثلاث طائرات مسيرة والذي يأتي بعد انتخابات نيابية جديدة، قدم خارطة سياسية جديدة لما قد يحصل في لبنان، لا سيما مع أحداث مآرب وما يجري في شمال شرقي سوريا،وكل ذلك يشير إلى أن المفاوضات الإقليمية والدولية لا تزال متعثرة ولم تصل بعد إلى الطريق المنشود الذي يمكن البناء عليه محليا.
ان تراكم الأحداث الامنية في لبنان المترافقة مع التحركات في بعض المناطق، وتعثر معالجة الأزمات المتراكمة يرفع من خطر تخطي المسموح به اذا لم ينجح المعنيون في لململة ذيول الملفات القضائية والتي من شأنها أن تحرك الشارع من دون القدرة على حصره،
كل ذلك من شأنه أن يترك اثارا سلبية على جميع القوى التي سوف تتحمل تبعات مواقف مكوّن سياسي يواصل العمل على تسيير التحقيقات في المرفأ وفق اعتباراته وحساباته من القاضي طارق البيطار، كما تؤكد اوساط سياسية.
تعليق