على مدار عقود، عكفت جماعة الإخوان الإرهابية للسيطرة على مفاصل أوروبا، عبر مؤسسات ومراكز تعليمية ومجالس دينية، حيث كانت تنظر جماعة الإخوان إلى التنظيم الدولى باعتباره أداة محورية لتحقيق حلمها التاريخى المتمثل فى إنشاء دولة عابرة للقارات تعمل تحت ستار التقية، وفى نفس الوقت تنشر من خلالها الفكر المتطرف والمتشدد.
الحقيقة أن الصعود الإخوانى، وتوغل أفكاره المتطرفة داخل أوروبا، ليس وليد اللحظة، فمنذ تأسيس الجماعة فى 1920 فى مصر على يد حسن البنا، تمركز عملها فى الشرق الأوسط. ولكن فى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، عملت الجماعة الإرهابية على التوسع فى ثلاثة بلدان أوروبية رئيسية وهى فرنسا وألمانيا ثم بريطانيا لاعتبارات التاريخ والجغرافيا السياسية، بالنظر إلى أنها تعد أكبر بلدان الاتحاد الأوروبى من حيث المساحة وعدد السكان، فضلاً عن أنها تمثل مركز استقطاب للجاليات الإسلامية القادمة من البلدان العربية والإسلامية التى كانت خاضعة لتأثيرها الثقافى والاستعمارى.
واخترقت الجماعة النسيج الدينى والاجتماعى والثقافى والسياسى والاقتصادى لدول العالم. واكتسبت قوة كافية لتتمكن من دعم تطلّعاتها للاستيلاء على السلطة، بهدف تأسيس ديكتاتوريات أصولية تكون منصّة لتوسّعهم حول العالم، ونحو الغرب على وجه الخصوص.
واعتمدت الجماعة الاخوانية فى تلك الخطة القديمة على الارتكازات المباشرة، مثل المؤسسات القانونية كالمراكز الإسلامية، والجمعيات الدينية، والمنتديات والمؤتمرات، والمراكز السياسية الاستراتيجية، والوسائل الإعلامية، وأما غير المباشرة فهى الوسائل السابقة، دون تواصل مباشر مع التنظيمات، وأما خلايا التجنيد فهى تلك التى تنشط وسط الطلاب المهاجرين، وطبقات اللاجئين، وفى الأغلب تستخدمها التنظيمات الجهادية، حيث تنخرط لنشر الفكر الجهادى، وضم المتعاطفين مع الجهاد.
كما يتحدث عن ضرورة جمع معلومات، وبناء قواعد بيانات، والتأثير على الوسط الإعلامي، وتأسيس مراكز أبحاث وتفكير وجماعات ضغط، ونشر دراسات جامعية تُروّج للجماعة، وتعزيز العمل والمبادرات الإجتماعية فى المدارس والمستشفيات والجمعيات الخيرية، واختراق المنظمات الديموقراطية والأحزاب والمنظمات غير الحكومية والنقابات ليتمّ تسخيرها لخدمة القضية الإسلامية. ويتمتّع برؤية بعيدة المدى تمتدّ لأجيال، وتهدف إلى أن يصبح المسلمون فى الغرب ذوى عقيدة جهادية ثابتة.
تعليق