اهداف الجماعات والتنظيمات الإسلاموية التي تسعى إلى السيطرة على العالم تنطلق من فكرة الأمة؛ حيث يتخطى «مفهوم الأمة» الحدود الجغرافية؛ فهم لا يعترفون بـمفهوم الشعب والذي يرتبط بأرض وحدود ووطن.
وهناك العديد من الأدلة عند التنظيمات الثلاثة على هذا المفهوم؛ على سبيل المثال الخريطة التي نشرها «داعش» والتي تتحدث عن دولة الخلافة للأمة الإسلامية، والمفهوم نفسه عند «القاعدة» التي تسعى إلى إقامة دولة الخلافة عقب القضاء على الأمريكان واليهود.
والأمر نفسه عند «جماعة الإخوان» التي لا تعترف بالوطن، والدين لديهم هو الوطن والجنسية كما ذكر مؤسس الجماعة نفسه وواضع دستورها الأول؛ ليأتي بعدها بسنوات محمد مهدي عاكف، مرشد الجماعة السابع، ويؤكد ذات المعنى، قائلًا: «طظ في مصر» و«أن المسلم الماليزي أقرب إليهم من المسيحي المصري».
الركيزة الثانية في البعد الأيديولوجي لعالمية التنظيمات الإرهابية تقوم على مفهوم الولاء والبراء، حسب زعم الجماعات والتنظيمات الإسلاموية الحركية والتي تمارس العنف ترى أن ولاء المسلمين للمسلمين فقط، والبراء من غير المسلمين، وقد أفرد أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، كتابًا بعنوان «الولاء والبراء عقيدة منقولة وواقع مفقود».
ولا يختلف مفهوم الولاء والبراء عند تنظيم القاعدة عن نفس المفهوم عند جماعة الإخوان، التي ترى -أيضًا- بموالاة المسلمين، ومعاداة غيرهم، وكذلك ترفض تولي المسيحيين السلطة في أي بلد، وأن المسلمين يجب أن يجاهدوا ضد غير المسلمين؛ حتى يُسلموا أو يدينوا لهم بالجزية
الركيزة الثالثة تتمثل في تقسيم التنظيمات الإسلاموية الإرهابية للعالم إلى دارين؛ دار السلم ودار الحرب، ويتضح ذلك في رؤية سيد قطب (مُنَظِّر جماعة الإخوان الأول وأحد أشهر قادتها ومفكريها) بأن رؤيته لمفهوم الأمة يرتبط بها تقسيمه للعالم.
فالعالم الإسلامي الذي يضم المسلمين، أو كل أرض يعيش عليها مسلمون، وهي دار السلم والسلام وحمايتها حماية للعقيدة والمنهج والمجتمع الذي يسود فيه؛ بينما دار الحرب التي لا يهيمن فيها الإسلام ولا تحكم بشريعته، وتلك الدار على المسلم أن يحاربها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق