أصبحت شبكة الإنترنت تشكل جزءا أساسيا في حياتنا اليومية، نظرًا لارتباط المصالح الخاصة والعامة للناس بها، ومع تزايد استخدام الإنترنت في جميع المجالات أصبح يراودنا سؤال ملح عن مستقبل هذه الشبكة خلال السنوات القادمة، خصوصًا مع ظهور بوادر مشروعات الإنترنت الفضائي، والتي ستتيح سرعات هائلة تصل لـ 1 جيجا في الثانية، وهو ما يصفه الخبراء بأنه سلاح ذو حدين، فضلاً عن التحول الرقمي الذي اتجهت إليه بعض الدول النامية التي أصبحت في حاجة إلى سرعات أكبر.
يعتبر مشروع الإنترنت الفضائي هو المشروع الذي سيغير مستقبل الإنترنت في العالم، فنحن نشهد خلال الوقت الحالي سباقا عالميا في تنفيذ مشروعات الإنترنت الفضائي، بين الملياردير العالمي أيلون ماسك والملياردير جيف بيزوس، حيث يعمل أيلون ماسك مالك شركة space X، على تمويل مشروع "ستار لينك"، أما جيف بيزوس مالك شركة أمازون فيقوم بتمويل مشروع "كويبر".
وكلا المشروعين يهدف إلى توفير خدمة الإنترنت الفضائي والسيطرة عليه، كما قامت شركة space X، بإطلاق ألف قمر صناعي حول العالم وتهدف إلى إطلاق 30 ألف قمر صناعي خلال الفترة القادمة، كما حصلت شركة أمازون على موافقات بإطلاق 3236 قمرا صناعيا حول العالم.
والإنترنت الفضائي هو أحد طرق الاتصال بالإنترنت باستخدام الأقمار الصناعية التي لا تحتاج لاتصال بالكوابل أو الأسلاك، فأطباق إرسال الإشارات كفيلة بإرسال الإشارات إلى الأقمار الصناعية واستقبالها للوصول إلى شبكة الإنترنت بجودة وسرعة غير مسبوقة، حيث ستصل سرعة الإنترنت لـ 1 جيجا بايت في الثانية.
وفي هذا الإطار يقول محمود فرج- خبير أمن المعلومات-: إن الهدف من اتجاه هذه الشركات الكبيرة لتنفيذ مشروعات الإنترنت الفضائي هي المشاكل التي تنجم عن استخدام الإنترنت الأرضي حيث يتسم بالبطء والرداءة، فضلاً عن التوقعات شبه المؤكدة أنه في عام 2030 سوف تصل عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت إلى 500 بليون جهاز، و100 تريليون سنسور متصل بالإنترنت.
وهذا يعكس وجود أرباح كبيرة لهذه المشروعات، كما نجد بعض الدول تقوم بتغيير أسلاك الإنترنت الأرضي بأسلاك من الفايبر للوصول لسرعات عالية وخدمة مميزة، ولكن هذا النوع يقابله بعض المعوقات مثل، العوامل الجوية التي تؤثر في الأسلاك وتحتاج إلى صيانة وتغيير دوري، وبالتالي يكون الأمر مكلفا بالنسبة للدولة، ولذلك سعت هذه الشركات إلى تنفيذ مشروع الإنترنت الفضائي بالرغم من التكلفة الباهظة التي ستُنفق على هذه المشروعات، لكنها تضمن جودة وسرعة فائقة مقارنة بالإنترنت الأرضي.
تعليق