شتات وانقسام وضغوط غير مسبوقة سواء في أوروبا أو دول كانت لوقت قريب في مرتبة الحلفاء، فضلا عن فقدان أدوات التأثير الإعلامي بشكل متزايد.
هذا هو واقع جماعة الإخوان الإرهابية بعد 90 عاما من تأسيسها، واتباع سياسات زرع التطرف وهندسة الخراب في عدة دول ومجتمعات، ما يبشر بخريف التنظيم، أو على الأقل تأسيس جديد له غير معروف معالمه حتى الآن.
هذا الوضع غير المسبوق هندسته سلسلة من الضربات القاصمة للإخوان، سواء من المجتمعات التي نشطت فيها لسنوات، أو دول كانت لوقت قريب في مرتبة الحلفاء، أم دول بدأت تفيق لخطر الجماعة التي خدعت الناس لعقود بوجه متسامح ولين ومقبل على الحوار، غير أنه يضمر الشر والإرهاب.
وكانت آخر الضربات التي تلقتها الجماعة، وقف نشاط قنوات الاخوان في تركيا التي اعتبرت لسنوات بوقا رئيسيا للإخوان، بشكل نهائي، في الأراضي التركية.
وعلى مدار أشهر، تعثر مشروع الإخوان في إطلاق قنوات إعلامية جديدة من بريطانيا، خاصة قناة الشرق، كما وعد مطر الذي اكتفى ببث مباشر على موقع تشارك الفيديوهات "يوتيوب".
وكشف تحقيق اخباري نشر في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، أن السلطات البريطانية لم تمنح ترخيصا لأي قناة إخوانية جديدة، كما أنها تضع قواعد صارمة تمنع بث المحتوى المسيء الذي يحض على العنف، ودأبت عليه الجماعة في قنواتها.
وقال المتحدث باسم أوفكوم، هيئة تنظيمية حكومية للاتصالات في المملكة المتحدة، هاري ريبون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، "قناة الشرق (الإخوانية) لا تحمل رخصة بث بريطانية من أوفكوم".
وتابع :"كل من يريد بث قناة فضائية يجب أن يحصل على رخصة بث، واتباع قانون البث البريطاني الذي يحمي المشاهدين والمستمعين من المحتوى الضار والمسيء".
وهنا بدا الأمر واضحا، فالشرق لم تحصل على رخصة البث حتى لا تخضع للقانون البريطاني الذي يمنع المحتوى الضار والمسيء، وهما صفتان مميزتان لإعلام الإخوان الإرهابية، وفق مراقبين.
كما فشلت محاولات الإخوان التحايل على القانون البريطاني، وبث قناة الشرق عبر خدمات "Vision TV"؛ أي عبر الإنترنت، وقال ريبون لـ"العين الإخبارية"، إن البث عبر الإنترنت لا يعني خروج القناة من طائلة قوانين البث البريطانية، لأنها تبث من استوديوهات في الأراضي البريطانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق