الأحد، 12 مارس 2023

مناورات جماعة الإخوان للعودة للمشهد السوداني مرة أخرى

جماعة الاخوان

في العام 1949 ظهر أول فروع جماعة الإخوان المسلمين في السودان تشرّب طلابه في مصر الآيدلوجيا وعادوا مبشّرين بها، ليبدأ نشاطهم داخل الجامعات وطلابها الذي مثّلوا الدعم الأكبر، ليصعد فيما بعد المفكّر الإسلامي حسن الترابي إلى صدارة المشهد قائداً ويمر التنظيم بعدها بكثير تطوّرات تغيّر خلالها اسمه بسبب تعرّض حركات الإخوان المسلمين حول العالم إلى الهجوم والقمع من الأنظمة.

فدلف إلى حيز الوجود ما اصطلح عليه «جبهة الميثاق الإسلامي» عام 1969 انسلخ الترابي عن جماعة الإخوان المسلمين وشكّل في العام 1986 الجبهة الإسلامية القومية التي انقضت على السلطة في العام 1989 عبر انقلابها على النظام الديمقراطي القائم آنذاك بزعامة رئيس الوزراء الصادق المهدي، ويفسح التاريخ الطريق أمام سليل المؤسسة العسكرية عمر البشير إلى اعتلاء سدة الحكم مدفوعاً بالإسلاميين ما يعيد إلى الذاكرة مقولة الترابي الشهيرة للبشير: «اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً».

إنّ سوءات النظام طابور لا ينتهي وفق منتقديه فلم يكتف بالسيطرة على مفاصل الدولة بمصادرة السياسة واحتكار الاقتصاد مطبّقاً سياسة الإقصاء عنفاً وبطشاً، حوّل النزاع مع الجنوب إلى حرب دينية مسلمين في مواجهة كفار قتلاه في الجنّة وقتلاهم في النار وفجّر إقليم دارفور نزاعات بتأليب وتسليح قبائل في مواجهة أخرى في تطبيق حرفي لنظرية «فرّق تسد» كما يتهم.

رأى مُنظّر الإسلاميين وأحد قياداتهم من معسكر «الحمائم» لا الصقور غازي صلاح الدين العتباني ملء عينيه رصاص أشقاء الفكر وشركاء الآيدولوجيا يخترق الرؤوس فقال: «إني بريء منكم» وتبعه آخرون ممتعضين على قمع السلطات للمتظاهرين عبر مذكّرة خطّها قلم 19 قيادياً.

ولم ير الحاكمون في الثائرين سوى مخرّبين تحرّكهم أيادٍ لا تريد بالسودان وأهله سوى الشر، لقد أحرقوا المحال ومحطات الوقود وكثير ممتلكات عامة وخاصة بما أضر مصالح البلاد والعباد، فحق التظاهر السلمي مكفول بموجب الدستور لمن التزم فكان الرصاص جزاء من خرجوا حاملين «أغصان زيتون».

في باطن المشهد وخفاياه التي لا تجد طريقاً إلى الناس حكايا أخرى يموت فيها شباب غض ويوأد مستقبل أجيال إعداماً برصاص لا يعرف من الجسد مناطق سوى الرأس والصدر، صعد صلاح سنهوري وإخوانه إلى ربهم في المحيا ابتسامة وأمل، وفي القلب يقين لا يتسرّب إليه الشك أنّ غد السودان أفضل.

«إن تقلها تمت وإن لم تقلها تمت إذن قلها ومت».. آخر كلمات خطّها سنهوري في ردّه على خطيبته على «واتس اب» وهي تطالبه عدم الخروج في التظاهرات خوفاً عليه من بطش العسكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق