الأربعاء، 8 فبراير 2023

تأثيرات سلبية لتكنولوجيا المعلومات على المجتمعات الانسانية

تكنولوجيا المعلومات

إن التأثيرات السلبية لتكنولوجيات الإتصال والمعلومات تتلخّص بالأساس في تلك الأساليب الملعونة التي كانت مدمّرة على شتي المقاييس لأغلب المكاسب الوطنية العربية. ففي كل مجتمع عربي نجد الصالح والطالح لكن سوء استعمال تلك الوسائل أدّى بالنتيجة إلى وصول أغلب دولنا العربية للحضيض ، بحيث تحوّلت كحبوب للهلوسة ومخدّرات إلكترونية تحريضية.

كما كانت لتلك الوسائل تأثيرات سلبية وعميقة في نفوس أغلب المجتمعات العربية ما زادت من نسبة إنتهاك حرمة الفرد وكرامته ومعطياته الشخصية ، وساهمت بالإساءة للعديد من الأشخاص أصحاب القيمة الفعّالة في أوطانهم. إن الإستغلال السيّئ لتكنولوجيات الإتصال والمعلومات تسبّب في كوارث جسيمة بأغلب الدول العربية مادياً  معنوياً ، منها التحريض على التمرّد الشعبي والعصيان المدني أو القتل والتشهير بالأشخاص. فعلى الرغم من إيجابيات وسائل التواصل الإجتماعي في التعارف  والدردشة وتبادل الآراء والمعلومات المفيدة .

 إلا أن سلبياتها كانت الأدهي  والأمرّ خاصة منها عمليات التنصّت والتحريض والتشهير وغيرها من الأعمال العدائية التي أدّت بالنتيجة إلى اللجوء للمحاكم العدلية لفضّ النزاعات خاصة على مستوى علاقات الأشخاص المُهمّين ، منهم المشاهير كالفنانين والسياسيين  ونجوم كرة قدم. أما بالنسبة لبقية المواطنين العاديين في الدول العربية فشكّلت لهم وسائل التواصل الإجتماعي داخل الأسرة نقمة حقيقية ، بحيث زادت نسبة الطلاق وذلك لمجرّد شكوك أو عدم الإهتمام بشؤون المنزل وتفضيل تلك الوسائل في الدردشة على العلاقة الزوجية.

كذلك كان لتلك التكنولوجيات الحديثة والخبيثة أثر مدمّر وصل إلى أعلى هرم السلطة التنفيذية بأكبر دولة في العالم بحيث برز مؤخّراً تحقيق عدلي بخصوص قرصنة الإنتخابات الأميركية الأخيرة من قِبَل جهات روسية. فكان ظهور المحقق مولر على شاشة التلفاز يذكّرنا بتلك البرامج الطفولية للمحقّق كونان وكأنما تلك الوسائل التكنولوجية أصبحت ضرباً من الخيال والمزاح ، عبر إتهام الرئيس الروسي بوتين بتزوير الإنتخابات الرئاسية الأميركية ، وقرصنة آلات الفرز الإلكتروني. أيضاً قامت وكالات الأمن السيبراني العالمية بوضع دولة روسيا على قائمة أخطر الدول في البرمجة  والنصب والإحتيال وقرصنة المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت.

 ففي إطار تنامي هذه الظاهرة الخطيرة في الدول العظمى يمكن أن تتحوّل تأثيرات عدواها السلبية إلى بعض الدول العربية والتي تحوّلها بالنتيجة إلى مجال إستلهام من قِبَل بعض النفوس الشريرة للنسج على منوالها. كذلك تضرّرت شبكة قنوات بين سبورت القطرية من القرصنة بشكل غريب ورهيب بحيث أصبح المستهلك العربي خاصة في دول شمال إفريقيا لا يبالي عبر إستعمال منظومة الإي. بي. تي. في. ويُقبل على شرائها من محلات تجارية مرخّص لها من قِبَل الدولة  والتي تبيعها على قارعة الطريق وللعلن ، أو بشراء أجهزة البي. أوت. كيو. المشبوهة والتي أضرّت بمجال الإعلام الرياضي بشكل كبير.

أما على الصعيد السياسي في دول ما يُسمّى بالربيع العربي فقد ساهمت وسائل التواصل الإجتماعي والتقنيات المعلوماتية الحديثة على بعض المنصات الإلكترونية مثل الفيديوهات والفيسبوك والتويتر في الإطاحة بأغلب رؤساء الدول العربية خلال العشرية الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك مثّلت القاعدة الأساسية لإدارة الحركات الإحتجاجية في معظم الدول العربية. بالتالي كانت عملية التخلّص من الأنظمة السابقة مكسباً وطنياً ، لكن نتائجها كانت تخريبية على جميع الأصعدة إقتصادياً، سياسياً وإجتماعياً بأغلب الدول العربية ، نذكر منها الثورة السورية التي تحوّلت إلى دمار و خراب بأغلب مدنها ، وأصبحت كمدن أرواح وأشباح منها حلب  وحمص وإدلب ،.

كما هجّرت أو قتلت أغلب سكانها. أما في اليمن فالصراع السياسي على السلطة تحوّل إلى حرب أهلية وإقليمية تسبّب في أزمة إنسانية لا مثيل لها عالمياً ، بحيث حوّلتها إلى مجاعة صومال جديدة. أما في ليبيا فكانت عمليات النهب والتخريب للمنشآت النفطية هي الطاغية والمدمّرة للمكاسب الوطنية. أصبحت بالنتيجة أغلب الدول العربية تعاني الأمرّين خاصة مع بروز ظاهرة الإرهاب الدولي بحيث أصبحت تنزف دماء و دموعاً.

عموماً تعتبر تكنولوجيات الإتصال والمعلومات مفيدة عبر نتائجها الإيجابية لتخلق عالماً جديداً ومتطوّراً يعتمد على الإبتكار والإبداع ويساهم في تطوير الموارد البشرية العربية. أما نتائجها السلبية فكانت تأثيراتها مُدمّرة للمكاسب الوطنية ومُنتهِكة لحقوق الشركات والأفراد و أيضاً لسيادة الدول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق