تنشط جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا من جديد، عبر تفعيل أنشطتها المباشرة وغير المباشرة، ومؤسساتها المعروفة والمؤسسات المقنعة التي تستغلها وتوظفها لخدمة مصالحها وأهدافها.
يأتي ذلك رغم ازدياد الأصوات وجهود الرقابة على أنشطتها ومؤسستها، الناتج عن الربط بينها وبين مختلف جماعات التطرف العنيف، كالقاعدة وداعش، وفي إصرار على الحضور بعد الانحسار الكبير الذي شهدته الجماعة الأم وفروعها في منطقة الشرق الأوسط باستثناء حاضنتيها القطرية والتركية.
وهو ما يمكن إرجاعه إلى الزئبقية، التي تميزت بها جماعة الإخوان المحظورة دائما على مدار تسعين عاما حتى الآن، والتي يمكن تعريفها بالقدرة على التكيف والالتفاف وامتصاص الأزمات والتحرك نحو مسارات جديدة لها، وهذه"الزئبقية" قد نجد لها أساسا نظريا وأيديولوجيا عميقا في ادعائها الشمولية، وتركيزها الميكافيلي على الغاية التي تبرر الوسيلة، وعدم اتساقها الأيديولوجي والفقهي الذي يجمع الأضداد والمتناقضات داخل هذا " الشمول".
مما يتيح ازدواجية الخطاب ولفوفية الممارسة والقدرة على الانفلات وخداع الأساليب والمنصات.
من الانحسار إلى تجديد النشاط في أوروبا عبر المنصات القديمة مثل الجماعة الإسلامية في ألمانيا (GID) التي تأسست عام 1958، الفرع الألماني للإخوان المسلمين في أوروبا الذي أسسه عراب الإخوان في أوربا وصهر حسن البنا "سعيد رمضان" عام 1958، وكان يرأسها الألماني المصري الأصل “إبراهيم الزيات”.
اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الذي تأسس عام 1989 والتشكيلات القائمة وكذلك بعض التمثيليات الجديدة التي تمولها دولة قطر ويديرها الإخوان بشكل غير مباشر، مثل صندوق ANELD الذي أسسته ومولته قطر بإجمالي مائة مليون يورو بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية، لتمويل مشروعات ريادة الأعمال للمسلمين بضواحي باريس.
الأكثر تهميشاً وكثافة مغاربية من أبناء المهاجرين من الجيلين الثاني والثالث والتي يوجد فيها التيار الإخواني والسلفي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق