التطرف المناخي لم يقتصر فقط على درجات الحرارة، بل شمل ايضا حدوث الفيضانات والعواصف القوية وتشكل الاعاصير في مناطق مختلفة من العالم مثل اجزاء واسعة من شرق الصين والفلبين وبيرو وتشيلي واجزاء من القارة الاوروبية.
وسبب اعتقاد خبراء مركز طقس العرب الاقليمي ان ما يحصل ليس له علاقة بالاحتباس الحراري هو تعرض مناطق لموجات برد قوية وتساقطا للثلوج تزامنا مع الاجواء الحارة التي تصيب اجزاء اخرى من العالم بنفس الوقت، حيث يلاحظ ان هناك خللا ما في دورة الغلاف الجوي العامة.
ويعلل ذلك هو تواجد انظمة جوية تؤثر على مناطق معينة لفترات طويلة دون تغير مواقعها، فمثلا لوحظ انخفاض الضغط الجوي بشكل كبير في شمال المحيط الاطلسي لفترات طويلة منذ بداية فصل الصيف.
تزامنا مع سيطرة منطقة قوية من الضغط الجوي المرتفع على شمال غرب افريقيا والقارة الاوروبية، مما ادى الى تركيز تواجد الهواء الحار في مناطق دون مناطق والهواء البارد في مناطق اخرى، مما ادى الى حصول هذا الخلل في درجات الحرارة وعدم توزانها.
ويعود سبب هذا الخلل في الانظمة الجوية الى حالة قوية من النينو تسيطر على المحيط الهادئ والتي عملت على انتشار هذا " المرض" ليصيب باقي اجزاء الغلاف الجوي بالتدريج، حيث يشهد العالم حالة قوية من النينو لم يشهد مثيلا لها منذ اكثر من 15 عاما، وجاءت حالة النينو بعد ظروف من مناخية مشابهة عملت على تزايد تأثير حالة النينو، واعلنت البيرو حالة الطوارئ بسبب هذه الظاهرة.
ويتوقع مركز طقس العرب الاقليمي ان يشتد التطرف المناخي خلال الاشهر القادمة، حيث ستصاب اجزاء من العام بموجات برد قوية تظهر بوضوح الشتاء القادم، ومناطق اخرى بموجات من الجفاف الشديد والدفء والحرارة تظهر خاصة في فصل الصيف الحالي، كما يتوقع ان تكثر الاعاصير خاصة في اجزاء من المحيط الهادئ، ويخشى من السيول والفيضانات في اجزاء واسعة من شبه القارة الهندية.
تعليق