نظرًا لتركز جُل اهتمام الإنسان براحته بل ورفاهيته مع اللهث وراء المظاهر والموضة، وبالتالي حمى الشراء وخاصة الأجهزة الإلكترونية كنوع من التفاخر، ظهرت مشكلة تحول الأجهزة القديمة إلى قمامة، ومن ثم أضيف عبء جديد على كاهل المدن المسماة بالحديثة،
فمثلًا شراء هاتف محمول جديد لمجرد احتوائه على ميزة تسويقية تافهة كالكاميرا الزووم أو درجة وضوح الألوان أو الشكل -الذي يقولون بأنه مميز- في حين أن الهواتف المحمولة أصبحت متطابقة تقريبًا في الشكل، رغم أن الهاتف القديم لم تمض عليه 5 سنوات،
وكذلك شراء الأجهزة الإلكترونية الأخرى كالسماعات البلوتوث، والساعات الذكية، والشاشات، وغيرها الكثير مما لا نحتاج إليه في الحقيقة، لكنه التسويق والرغبات الإنسانية المنفلتة، كل ما سبق يترتب عليه المزيد والمزيد من النفايات مما يضيف عبئا جديدا على البيئة وصحة الإنسان، فما هي النفايات الإلكترونية؟ وما أهميتها؟ وكيف يتم التخلص الآمن منها.
بداية فإن النفايات الإلكترونية هي كل جهاز يحتوي على شريحة إلكترونية (بوردة) أو ما يرتبط بها كالبطاريات بأنواعها، المحمول، اللابتوب، البطاقات الائتمانية، الشاشات، أفران الميكروويف والغسالات الحديثة فضلًا عن الأجهزة الطبية والعلمية وغيرها.
تحتوى الأجهزة الإلكترونية على البلاستيك، الزجاج، وبعض المعادن الهامة كالنحاس والبلاديوم والألومنيوم، وهي مواد بطيئة أو غير قابلة للتحلل بيئيًا، كذلك فإن عددا كبيرا من العناصر السامة يدخل ضمن تركيبها، مثل الزئبق والسيلينيوم والرصاص والكادميوم، بل وحتى بعض العناصر المشعة مثل كوبالت 60.
وبالنظر إلى أن هذه المخلفات تلقى في القمامة دون أي اكتراث فيمكن توضيح خطورة المشكلة فيما يلي:
تلويث المياه والتربة بالعناصر السامة التي تدخل في السلسلة الغذائية للإنسان، وتسبب له العديد من الأمراض كالتهاب وضمور الأعصاب، التعرض للإشعاع الذي يسبب السرطان وتشوهات الأجنة، بل لا تتوقف أضراره على الشخص الذي تعرض له فحسب بل ينتقل الضرر للأبناء نتيجة تشوه الـ DNA.
هناك مشكلة أخرى لا يكترث لها معظم الأشخاص وهي سرقة البيانات الشخصية من الهواتف أو اللابتوب الملقى في القمامة، حتى إذا تم مسح البيانات أو إذا كان الجهاز تالفًا تمامًا، حيث يمكن من خلال بعض البرامج والطرق التي يستخدمها القراصنة (الهاكرز) الحصول على بيانات شخصية هامة كالحساب البنكي والصور الشخصية وغيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق