قبل حرب اليمن، وقبل التوترات بين الرياض وطهران على خلفية أكثر من ملف، كانت العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية على خير ما يرام، وكانت توصف بأنها "ممتازة وأخوية"، وهي بدأت منذ قيام المملكة في عهد الملك عبد العزيز بن سعود، وبعده بالأخصّ في عهود الملوك فيصل وفهد وعبدالله وسلمان.
فالرياض وقفت إلى جانب لبنان في كل محنه وظروفه الصعبة. وما تدّخلها الإيجابي في الطائف لدفع اللبنانيين إلى وقف التخاطب بلغة المدفع سوى عيّنة من عيّنات كثيرة أثبتت فيها المملكة إستعدادها الدائم لمساعدة لبنان وتقديم الدعم له، معنويًا ومادّيًا، مع إعترافها بفضل اللبنانيين الذين عملوا فيها، والذين كانوا من المساهمين في تطوير بعض القدرات لدى إخوانهم السعوديين، وفي النهضة العمرانية وفي الحداثة.
فاللبنانيون الذين يعيشون في المملكة، ومنذ سنوات طويلة، يشعرون بأنهم يُعاملون كأهل البيت، وهم يبادلونهم الإحترام بمثله، والمودّة بأحسن منها، إلى حدّ أنهم باتوا يعتبرون المملكة بلدهم الثاني، بغض النظر عن الفوائد الجمّة التي كان لبنان يجنيها من خلال التحويلات المالية، والتي تُقدّر بنحو ملياري دولار أميركي سنويًا. وهذا ما ساعد لبنان كثيرًا على الحفاظ على توازن ميزانه التجاري، وذلك بفعل التفاوت في نسب الواردات والصادرات، وإعتماد لبنان على الإقتصادي الريعي.
وإن ننسى فلن ننسى أن معظم السعوديين، مع غيرهم من الأشقاء في دول الخليج العربي، كانوا يفضّلون قضاء فصل الصيف في الربوع اللبنانية على أي بلد آخر قبل الحرب الأهلية، وأستمرّوا بالتوافد إليه بعد إنتهاء الحرب، وبعد توافق اللبنانيين في مدينة الطائف السعودية، إلاّ أنه توقّفت مع بداية "الربيع العربي, فهذه العلاقة، وعلى مدى سنوات لم تشوبها أي شائبة، بل كانت مضرب مثل لدى الأقربين والأبعدين
تعليق