كشفت مصادر مصرفيّة ومالية رفيعة أنّ السوق اللبناني المعروفة بالسوق الموازية، شهدت في الأيام الخمسة الماضية تحويل أموال بالليرة السورية بكميات كبيرة مقابل الدولار، وأنّ حجم الضغط على الدولار كان عاليًا جدًا، ما أدى إلى ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية، وأنّ الزيادة في حجم الطلب قُدرت بـ 200 مرة أكثر من قبل.
أنّ هناك مجموعة من الصرافين يعملون ضمن شبكة تتعاطى التهريب، بالتالي يمكن لهؤلاء أن يعمدوا إلى تبديل الليرة السورية بدولار ضمن شبكات التهريب بدافع التعمد لافتعال ازمات في حركة تداول الدولار و ارتفاع سعر الصرف للدولار لتحقيق مكاسب فردية على حساب الشعب اللبناني.
وإضافة إلى هذه العملية، أكّدت مصادر مالية أنّه "حصل في الأيام القليلة الماضية طلب على الدولار في السوق الموازية، بمعدل 5 ملايين دولار لصالح شراء المازوت الايراني، بمعنى أنّه حصلت عمليات تبديل من الليرة إلى الدولار في السوق المحلي، لشراء المازوت الإيراني.
ولفتت المصادر إلى أنّ هذا التطور الذي تشهده السوق المحلية، أي تبديل الليرة السورية بدولار، وتبديل الليرة اللبنانية بدولار لدفع ثمن المحروقات الإيرانية، شكّل سبباً اضافياً لارتفاع سعر صرف الدولار متخطيًّا عتبة الـ 18 ألف ليرة، لأنّ حجم الطلب المتداول يفوق حجم التراكم التاريخي للحاجة في لبنان، حتّى بالنسبة للتجارة والإستيراد، خاصة أنّ قطاع المحروقات كان خارج السوق، كون مصرف لبنان كان يؤّمن الإعتمادات المطلوبة، وبالتالي لا تدخل المحروقات في لعبة السوق.
ومع هذا، يشير علامة إلى أنّ مراقبة إحدى التطبيقات صباح أمس أظهرت غياب العرض بشكل مطلق مقابل طلبٍ كبير، وحجم الكميات التي طُلبت بالدولار كانت ضمن Round numbers ، أي 100 ألف، 70 ألف أو 130 ألف، ما يشير إلى أنّ من يطلب هذه الأرقام لا يتعاطى مع السوق وفق حاجة فرديّة.
واللافت أنّ طالبي الدولار دفعوا لقاء ما طلبوه بالليرة ضمن رزم عليها ملصقات بالأعداد والأرقام، وكأنها قد أُعدّت في مصرف، ولكن المصارف التجارية لا مصلحة لها بالذهاب إلى السوق الموازية، فلديها منصّة صيرفة يمكن لها أن تشتري من خلالها.
تعليق