إنّ إمكانية "التلاقي" بين الرئيسين عون وميقاتي أكثر من متوافرة و ايجابية جدا، لا سيّما أنّ الأجواء بينهما لا تزال "إيجابية" إلى حدّ بعيد، رغم بعض "التحفّظات" التي برزت في الأيام الأخيرة، والتي تعمّدا عدم إخراجهما إلى العلن، كما كان يحصل مثلاً في مرحلة تكليف الحريري، يوم كانت البيانات النارية تتوالى بين المكاتب الإعلامية.
ثمّة لدى أصحاب منطق "التريّث" وجهة نظر أخرى، تتحدّث عن "توافق" على إرجاء الحكومة، إلى ما بعد حسم بعض الملفّات الختامية، أو بالحد الأدنى تمرير "قطوع" البواخر الإيرانية، فضلاً عن رفع الدعم، بحيث تتصدّى حكومة تصريف الأعمال للتداعيات والتبعات السياسية والقانونية والشعبية، فتأتي الحكومة المقبلة لتعالج الوضع الذي يمكن أن ينشأ عن ذلك، بدل أن تكون في "الواجهة".
قد يكون هذا "الاعتبار" بالتحديد هو ما يجعل البعض يتمسّك بمقولة "اقتراب الحسم"، لا سيّما أنّ الرئيس المكلّف أعلنها صراحةً منذ اليوم الأول لتكليفه أنّه لن يبقى في موقعه "إلى ما شاء الله"، وأنّه يقيّد نفسه بمهلة "معقولة"، ولو لم ينصّ الدستور على شيءٍ من هذا القبيل، وهو يدرك اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، أنّ "تمديد" هذه المهلة قد لا يكون الحلّ، بل قد يفتح المجال أمام المزيد من المماطلة.
انطلاقًا من ذلك، يؤكد العارفون أنّ "الحسم آتٍ"، وقد يكون قاب قوسين أو أدنى، علمًا أنّ الرئيس المكلّف لا يزال يبدي كلّ الانفتاح والمرونة، مع تمسّكه بثوابته المعروفة، وعلى رأسه رفض منح أيّ فريق الثلث المعطّل أو ما شابه، ما يدفع للاعتقاد بأنّ "الإيجابية" يمكن أن تغلب في النهاية، خصوصًا أنّ "تداعيات" الفشل أو الاعتذار ستكون أكبر من قدرة أيّ فريق على تحمّلها، في ظلّ الوقائع الحالية.
قد يكون مفهومًا أن تتفاوت المعطيات الحكومية حدّ التناقض، بالنظر إلى تمسّك الرئيس المكلّف بمقولة "خير الكلام ما قلّ ودلّ"، و"استعينوا بقضاء حوائجكم بالكتمان". لكنّ الأهمّ من هذا "الصمت"، بالنسبة إلى اللبنانيين، يبقى أن ينجح الرئيس المكلف في جرّ جميع الأطراف، إلى "الرضا" بالشراكة الحقيقية، التي تشكّل "الوصفة المثالية" لولادة الحكومة التي يتطلّع إليها جميع اللبنانيين.
تعليق