إنقاذ لبنان , فالإنقاذ ليس مجرد كلمة تُقال من قبيل رفع العتب ليس إلا، بل هو نتيجة عمل مشترك وجدّي من قِبل الجميع. فلا الإستفراد بالسلطة يفيد، ولا الإستئثار. فالمحاصصات، كما أصبح واضحًا، اضاعت علينا فرصًا كثيرة, يجب أن يقتنع الجميع، وبالأخصّ أهل السلطة، بأن الناس لم تعد "تقبض" الوعود الفارغة، ولم تعد تأخذهم على محمل الجدّ. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الدول الصديقة والشقيقة.
ما حصل في خلده وفي الجميزة، وبعدهما في حاصبيا وشويا وصيدا ورويسات صوفر، وقد يتكرر المشهد في غير منطقة، هو بمثابة إنذار بأن أي تأخير في عملية تشكيل حكومة قادرة وفاعلة ومنسجمة قد يرتدّ سلبًا، أمنيًا وإجتماعيًا وإقتصاديًا وماليًا على الجميع من دون إستثناء.
لا أحد من اللبنانيين الذين نزلوا بالالآف في 4 آب الماضي يفهم كيف أن قلب العالم على لبنان أكثر من المسؤولين أنفسهم. ولا يفهمون أيضًا كيف أن هذا البعض من هذا الصنف من المسؤولين لا يزالون يتصرّفون وكأن أمور البلد ماشية على "التك برّن"، وهم لا يزالون يفكرّون بالطريقة نفسها التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه من تدهور وتلاشٍ.
نقولها للمرّة المليون إن العناد لا يبني وطنًا، ولا يعيد بالتالي ما فُقد من مقومات صمود وإمكانية لا تزال متاحة بالخروج من عنق زجاجة الأزمات بأقل أضرار ممكنة, إتعظوا وتصرّفوا ولا تفوتوا الفرصة السانحة، وهي الأخيرة لكي يبقى الوطن امنا مستقرا.
تعليق