قال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم التركي علي باباجان، إن تركيا تسجل ما بين 30 و40 ألف إصابة كورونا يومياً، وإن حكومة العدالة والتنمية والحكومة برئاسة رجب طيب إردوغان تتجاهل الأمر.
وانتقد باباجان خلال مؤتمر لحزبه أمس سياسة التعتيم المفروضة من جانب الحكومة، وعدم الاستماع إلى اتحاد الأطباء والجهات العلمية المختصة، وإخفاء الحقيقة عن المواطنين، حتى لا تتعمق الأزمة الاقتصادية التي وضعت البلاد فيها جراء ممارساتها الخاطئة.
وبدوره، دعا رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي تعافى مؤخراً من إصابته بالفيروس، إلى فرض عزل عام لمدة أسبوعين، على الأقل، لاحتواء زيادة وصفها بأنها «خارج نطاق السيطرة» في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وقال إن الوفيات المرتبطة بالفيروس في إسطنبول وحدها تفوق الأرقام المعلنة على مستوى البلاد. وقال إمام أوغلو، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، إن إسطنبول، أكبر مدينة في البلاد، يجب أن تتحرك بسرعة في ظل الموجة الثانية من وباء كورونا.
تصاعدت المطالبات بفرض إغلاق عام في المدن الكبيرة في تركيا بسبب تزايد أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا واتهام السلطات بإخفاء الأرقام الحقيقية والإعلان فقط عن الحالات التي تظهر عليها الأعراض. وجدد اتحاد الأطباء الأتراك مطالبة الحكومة بتشديد الإجراءات وفرض إغلاق في بعض المدن، محذراً من أن عدم الإعلان عن الأرقام الحقيقية للإصابات والوفيات يشجع على التراخي في اتباع التدابير من جانب المواطنين. ولفت أعضاء في مجلس الاتحاد إلى أن ما يعلن عنه من أعداد يومياً أقل من الأرقام الحقيقية التي تصل إلى عشرة أضعاف المعلن على الأقل
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، السبت، إن المستشفيات التركية ليست مكتظة في الوقت الراهن، لكن الوضع قد يتفاقم إذا لم يتبع الناس قواعد مثل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي. وانتقدوه "إنك عندما تتجاهل المحكمة الدستورية وتتجاهل الدستور نفسه، فإنك لم تعد في دولة قانون. في نهاية المطاف، فإن الانتخابات تُجْرَى أيضًا بموجب القانون، حيث إن ذلك منصوص عليه في الدستور. عندما تبدأ بتجاهل الدستور، فإن أحكامه المتعلقة بالانتخابات وإرادة الشعب -أى أحكامه المتعلقة بالديمقراطية- قد يتم تعليقها في يوم من الأيام".
وعاد معدل الإصابات المعلن عنها رسمياً إلى ما فوق 3 آلاف إصابة يومياً بينما الوفيات عند مستوى يقترب من المائة، وهي أرقام تشبه معدل ذروة الموجة الأولى. وأعادت السلطات التركية تشديد بعض التدابير. وأمرت بإغلاق المطاعم والمقاهي ودور السينما في العاشرة مساء. وحدت من حركة كبار السن (فوق 65 عاماً) عن طريق السماح لهم بالخروج بين العاشرة صباحا والثانية من بعد الظهر فقط. ومنعت التدخين في الشوارع والميادين المزدحمة. لكن أطباء يقولون إن الوضع أسوأ بكثير مما تصوره الحكومة، وإن العودة إلى الإغلاق بات أمراً ضرورياً، وإن المستشفيات ستواجه قريبا جدا أزمة في أقسام العناية المركزة
تعليق