الأحد، 23 نوفمبر 2025

Rashed

مسيحيون لبنان يعلقون آمالا واسعة على زيارة البابا ليو

Rashed بتاريخ عدد التعليقات : 0

البابا ليو

 مسيحيون لبنان يعلقون آمالا واسعة على زيارة البابا ليو

بيروت - يعلق المسيحيون في لبنان آمالا واسعة على زيارة البابا ليو بابا الفاتيكان المرتقبة بأن تجلب إلى بلدهم السلام وكذلك القوة للصمود. ولا تحمل هذه الزيارة طابعاً روحياً فحسب، بل تُعدّ رسالة دعم صريحة للطوائف المسيحية.


تقع رميش على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، وهي موطن للكاثوليك منذ أكثر من 300 عام. واليوم، تُحيط بها من الجنوب مواقع عسكرية إسرائيلية ومن الشمال قرى ذات أغلبية مسلمة قصفها الجيس الإسرائيلي خلال حرب العام الماضي الدامية.


في صباح أحد الأيام الماضية، أنشد نحو 30 مسيحياً ترانيم تردد صداها بين الجدران الحجرية لكنيسة مار جرجس، وهي رعية مارونية كاثوليكية تأسست عام 1740، ولا تزال تخدم سكان رميش البالغ عددهم ستة آلاف نسمة.
وقال القس نجيب العميل إن زيارة البابا ليو إلى البلد الذي يضم أكبر نسبة من المسيحيين في المنطقة يمكن أن تشجع الكاثوليك في الشرق الأوسط على التمسك بجذورهم والبقاء.


وأضاف أن "أول زيارة قررها خلال أسقفيته أنه يأتي على لبنان، هذا دليل على أنه مهتم جداً بالبلد، وخاصة بالمسيحيين الذين فيه، لأنه إذا رحلوا ما يبقى فيه مسيحيون بالشرق".


ويتضاءل عدد المسيحيين في الشرق الأوسط، مهد المسيحية، إذ كانوا يشكلون نحو 20 بالمئة من سكان المنطقة قبل قرن، أما الآن فنسبتهم تبلغ خمسة بالمئة فقط، وهي في انخفاض.


ومع ذلك، يُعتقد أن المسيحيين يمثلون نحو ثلث سكان لبنان البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة. ولم يجرِ البد إحصاءً رسمياً للسكان منذ ما يقرب من قرن بسبب الحساسيات الدينية والسياسية.


"على خُطى المسيح"

نجت رميش من الحرب التي اندلعت في لبنان خلال المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، حيث حوّل القصف الإسرائيلي العنيف على الجنوب معظم البلدات الشيعية هناك إلى أنقاض ودفع السكان إلى النزوح.


وقال العميل إن سكان رميش طلبوا من مقاتلي الجماعة عدم إطلاق صواريخ من البلدة حتى لا تستهدفها إسرائيل. وفي حين فرّ كثيرون من رميش إلى العاصمة بيروت، بقي المئات خوفاً من سيطرة مسلحين على البلدة إذا غادروا.
لن تشمل زيارة ليو، التي تستغرق ثلاثة أيام، جنوب لبنان. ولا يزال الجيش الإسرائيلي يحتل مواقع على قمم التلال هناك، ويقصف ما يقول إنها مستودعات أسلحة لجماعة حزب الله.


وأمس الأحد، قُتل أكبر مسؤول عسكري في الجماعة في غارة جوية على مشارف بيروت. ولم يصدر أي تعليق من الفاتيكان بشأن ما إذا كانت تلك الغارة ستؤدي إلى تعديلات على زيارة البابا. وأفادت الرئاسة اللبنانية لرويترز بأنه لا توجد أي تعديلات حتى اليوم الاثنين.


وقال حنا العميل، رئيس بلدية رميش "نتأمل أن تكون زيارة البابا هي رسالة لوضع حد لهذه الحروب"، مضيفاً أن نحو 200 من سكان رميش سيحضرون قداس البابا الرئيسي في بيروت.


وتابع "نحن أكيد كنا نحب ونتمنى أنه يجي لعنا للجنوب، وخاصة أن هذه الأرض مرّ فيها السيد المسيح، يعني هذه أيضاً فرصة ليكون البابا قد جاء على خُطى المسيح".


ووفقاً لإنجيل يوحنا، يُعتقد أن المعجزة الأولى للمسيح، وهي تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل، حدثت فيما يُطلق عليها اليوم بلدة قانا بجنوب لبنان حيث قتلت الغارات الإسرائيلية في عامي 1996 و2006 العشرات.


"بعد الصبر، يأتي الفرج"
وسط الصراع، تكافح رميش لاستعادة ملامح الحياة الطبيعية. وبحسب رئيس البلدية، كانت مدارس البلدة ذات يوم تعج بمئات الطلاب من القرى الشيعية المجاورة. لكن مع الدمار الذي لحق بتلك القرى، لم تعد سوى عائلات قليلة إلى منازلها، وانخفضت الإيرادات من الرسوم الدراسية في مدارس البلدة.


ويحظر الجيش الإسرائيلي دخول مساحات واسعة من الأراضي التي يملكها سكان رميش، حيث تنتشر بساتين الزيتون وحقول التبغ، وهو ما يعني أن على المزارعين الحصول على تصاريح من الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للذهاب إلى هناك. ومرّت ثلاث سنوات دون حصاد معظم المحاصيل.


ونحو الشمال، في بلدة دردغيا الواقعة على بعد 22 كيلومتراً من الحدود، كسا الحزن وجه القس إيليا كامل وهو يتفقد آثار الدمار التي لحقت بكنيسة مار جاورجيوس للروم الملكيين الكاثوليك.


ففي يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2024، قصفت طائرة حربية إسرائيلية قاعة الرعية المجاورة، مما أدى إلى تحطم أعمدتها الخرسانية وسقوط سقف الكنيسة، وانهيار جدار بكامله، وتناثر الحجارة الكبيرة عبر الممرات وحتى المذبح.


وبعد مرور أكثر من عام، لم تُرَمَّم الكنيسة بعد. وليس بمقدور أحد من الرعية - التي كان عددها سابقاً 1200 شخص ولا تتجاوز الآن المئة - تحمل تكلفة ترميمها.


وقال كامل "من وقت أن انضربت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2024 ما عاد يُقدَّس فيها ولا قداس"، مضيفا أن زيارة البابا ليو قد تساعد في تعزيز الروح المعنوية، متابعا "نحن متأملون بهذه الزيارة أن هالروحانية تعُمّ كنائس لبنان والشرق أكثر من هيك، ما بدنا نحن بس (الجانب) المادي... أكيد ما في لا مادي ولا عملي ولا سياسة، لأنه لا يتعاطى لا بالمال ولا بالسياسة". وختم بقوله "هذه حياتنا وهكذا يقول لنا المسيح: بدكم تصبروا ودائماً، بعد الصبر، يأتي الفرج، بس متى؟".

مسيحيون لبنان يعلقون آمالا واسعة على زيارة البابا ليو
تقييمات المشاركة : مسيحيون لبنان يعلقون آمالا واسعة على زيارة البابا ليو 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق