موقف الجماعة الإسلامية المعارضة لنزع السلاح دعماً لموقف حزب الله

موقف الجماعة الإسلامية المعارضة لنزع السلاح دعماً لموقف حزب الله

أثار موقف الجماعة الإسلامية المعارض لنزع سلاح حزب الله جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية خصوصاً داخل البيئة السنية التي ترى في هذا الموقف خروجاً عن الإجماع الوطني والديني الداعي إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها الجماعة الإسلامية التي لطالما قدّمت نفسها كقوة إسلامية معتدلة تؤمن بالدولة والمؤسسات فاجأت الرأي العام حين أبدت تفهماً بل ودعماً ضمنياً لبقاء سلاح حزب الله.

هذا الموقف جاء في وقت يتزايد فيه الضغط الداخلي والدولي لإعادة الاعتبار لهيبة الدولة اللبنانية وتطبيق مبدأ السيادة الكاملة على أراضيها يعتبر مراقبون أن موقف الجماعة لا يعبرعن المزاج العام داخل الشارع السني الذي يرى أن السلاح خارج إطار الدولة هو أحد أبرز أسباب ضعف الدولة وتدهور مؤسساتها فـي دار الفتوى المرجعية الدينية العليا للسنة في لبنان شدّدت مراراً على أن السلاح غير الشرعي مخالف للشرع والقانون ويقوّض وحدة الوطن.

كما أن معظم القوى السنية السياسية من طرابلس إلى صيدا مروراً ببيروت تلتزم بخط واضح يدعو إلى السيادة الكاملة وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني يرى محللون أن اصطفاف الجماعة الإسلامية في هذا الملف يهدد السلم الأهلي ويكرس منطق الميليشيات بدل الدولة في مرحلة دقيقة يعيشها لبنان سياسياً واقتصادياً كما أن هذا التوجه يضعف موقع لبنان في علاقاته العربية ويثير تساؤلات حول توجهات الجماعة داخل المشهد الوطني هل تسعى الجماعة إلى تموضع سياسي جديد يقرّبها من محور السلاح  أم أنها تحاول كسب أوراق نفوذ في مرحلة غموض إقليمي.

الموقف الذي تبنته الجماعة الإسلامية لا يمكن اعتباره تفصيلاً عابراً في السياسة اللبنانية فهو يعكس تحوّلاً في تموضعها الأيديولوجي والسياسي ويطرح تساؤلات حول مدى التزامها بمبدأ الدولة الواحدة والسلاح الواحد في المقابل يبقى الإجماع الوطني والديني ثابتاً لا دولة قوية بوجود سلاح خارج الشرعية ولا استقرار من دون وحدة المرجعية الأمنية والسياسية.