خلاف سكان بلدة رميش وحزب الله بسبب إطلاق الصواريخ من على مقربة من المنازل
ظهر الخلاف مجدداً بين أهالي بعض القرى المسيحية في جنوب لبنان وحزب الله على خلفية إطلاق الصواريخ من بلداتهم. وعادت هذه القضية إلى الواجهة مع المعلومات التي أشارت إلى معاودة قيام عناصر في الحزب بوضع منصة صواريخ على مقربة من المنازل؛ ما أدى إلى مشكلة بين الطرفين ورفع أهالي رميش صوتهم رافضين استخدام بلدتهم لإطلاق الصواريخ.
استهاف المدينة نتيجة قذائف حزب الله
وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر سيارات رباعية الدفع في بلدة رميش التي يقول أهلها إنها تابعة للحزب، أعلن بعدها حزب الله أن مقاتليه استهدفوا مرتين ثكنة برانيت، التي تقع قبالة رميش وعيتا الشعب وعلى إثر ذلك تلقت البلدة قذيفة باتجاه أطراف رميش من الطرف الآخر من الحدود.
وضع منصات وسط المنازل
ويقول أحد سكان البلدة إن شباناً من البلدة شاهدوا عند الصباح عناصر من حزب الله قادمين بسياراتهم لوضع منصة للصواريخ في منطقة قريبة من المنازل. وعندما توجه أحدهم إليهم في محاولة لمنعهم أطلقوا الرصاص باتجاهه في الهواء وانتقلوا لوضع المنصة في مكان آخر وأطلقوا منها الصواريخ.
صمود السكان رغم نزوح البعض
ويلفت المتحدث إلى أنه تم إبلاغ الجيش اللبناني الذي حضر عناصره إلى المنطقة وكشفوا على المنصة، ويقول: نحن نعلم أنه يتم وضع الصواريخ في الأحراج، لكن لا نقبل بوضعها بين المنازل، مؤكداً على صمود السكان في قراهم هو لمواجهة ومنع احتلال أرضهم، مشيراً أيضاً إلى أن نحو 50 عائلة نزحت إلى رميش من قرى مجاورة.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ إذ كان قد أعلن في بداية المواجهات العسكرية في الجنوب، عن العثور على منصة صواريخ في رميش أيضاً كانت موضوعة إلى جانب أحد الفنادق؛ وهو ما استدعى مواقف مستنكرة.
موقف البطريرك والمواطنين المسيحيين
وهذا الأمر كان قد تطرق إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي، رافضاً وضع منصات الصواريخ بين المنازل. وقال: نرفض امتداد هذه الحرب إلى جنوب لبنان، فيجب إيقافها وحماية اللبنانيين وبيوتهم وأرزاقهم، فهم لم يخرجوا بعد من نتائج الحرب اللبنانية المشؤومة. ونطالب بإزالة أي منصة صواريخ مزروعة بين المنازل في بلدات الجنوب التي تستوجب رداً مدمراً.
لا مساعدات للسكان
ورميش هي إحدى البلدات الجنوبية التي وإن يعيش أهلها الحرب بيومياتها وتداعياتها، لكنها بقيت بعيدة عن القصف المباشر إلى حد كبير باستثناء علما الشعب وهي بلدة مسيحية تقع ضمن بلدات الجنوب الحدودية والتي كان لها حصة من الاستهداف، لا سيما في المرحلة الأولى؛ ما أدى إلى نزوح معظم أبنائها، على غرار بلدات الجنوب الحدودية.
ويقول رئيس بلدية رميش التي لا يزال معظم أهلها يسكنون في منازلهم ويبلغ عددهم نحو 6 آلاف شخص، إن المساعدات لا تصل إليهم من أي جهة، ويقول: نحاول بجهودنا الخاصة جمع ما يمكن منها لتقديمها للعائلات، لا سيما مع ارتفاع عدد العاطلين عن العمل بشكل كبير نتيجة الحرب.
خسائر علما الشعب
وبعد ستة أشهر من بدء الحرب التي حولت أبناء الجنوب عاطلين عن العمل يعتاشون على المساعدات، يشكو رئيس بلدية رميش غياب الدولة أو أي جهة أخرى عن مساعدة أبناء البلدة، في حين يلفت رئيس بلدية علما الشعب إلى أن هناك بعض المساعدات تصل إلى البلدة. ويقول غفري: المشكلة تكمن في أن معظم القاطنين في البلدة هم من الذين يعملون في الزراعة وتربية المواشي وغيرها، لكن أعمالهم كلها توقفت اليوم وباتوا فقط يعتاشون من المساعدات.
ويلفت رئيس بلدية علما الشعب جان غفري إلى أنه لم يبق في البلدة إلا نحو 55 عائلة غير قادرة، ولا تملك الإمكانات لمغادرة البلدة، في حين نزحت نحو 360 عائلة إلى مناطق أكثر أمناً. ويقول علما الشعب هي البلدة الرابعة من بين البلدات الأكثر تضرراً في الجنوب، حيث احترقت تقريباً كل كروم الزيتون ومساحات شاسعة من الأراضي، إضافة إلى تدمير ثلاثة منازل وتضرر نحو 60 بيتاً. ويعزو غفري أيضاً استهداف البلدة إلى إطلاق الصواريخ من أحراجها وأطرافها، ويؤكد: لا نريد الحرب، لكنها فرضت علينا ونأمل أن نعود في أسرع وقت إلى منازلنا.
تعليق