السبت، 19 أغسطس 2023

شربل

ما التداعيات التي يمكن أن يخلّفها تصنيف الولايات المتحدة لجماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

جماعة الاخوان


سيكون تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي حدثاً جديداً وغير مسبوق. ففي الواقع، ستكون هذه المرة الأولى التي تُعلن فيها إدارة أميركية جهاراً أن ملايين المسلمين هم إرهابيون. تستهدف عادةً هذه التصنيفات المنظمات فقط - مثل تنظيميْ القاعدة أو الدولة الإسلامية.

إذ إنها مهما زادت شهرتها أو اتّسع نفوذها لا يمكنها التأثير سوى في عدد ضئيل نسبياً من الأعضاء أو المؤيدين الناشطين في المقابل، تُعتبر جماعة الإخوان حركة جماهيرية.

وبالتالي، قد يبدّد هذا التصنيف أي ادّعاء بأن للولايات المتحدة مصلحة عابرة في دعم الديمقراطية العربية، نظراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين أو المجموعات المرتبطة بها تكون غالباً أكبر مجموعات تعارض الأنظمة السلطوية وتدعو إلى إجراء انتخابات ديمقراطية (حتى لو اختلف المراقبون حول مدى صدقية مثل هذه الالتزامات). 

لكن، قد تُشكّل هذه الخطوة بالنسبة إلى إدارة امريكا ميزة وليس خللاً، لأن استراتيجيتها في الشرق الأوسط موجّهة بشكل صريح نحو دعم الأنظمة السلطوية وتمكينها. قد يشير هذا التصنيف أيضاً إلى أن الولايات المتحدة، الزعيمة الظاهرية للعالم الحر، لن تغضّ الطرف عن القمع وحسب – وهذا ليس بالأمر الجديد - بل ستمنحه تأييداً رسمياً. هذا ما ستكون عليه السياسة الأميركية.

جماعة الإخوان المسلمين ليست حزباً مسلماً محافظاً، بل جماعة تسيء إلى الإسلام. وتعمد الولايات المتحدة، من خلال تصنيف هذه الجماعة كتنظيم إرهابي، إلى بعث رسالة واضحة مفادها أنها تعارض بشكل صارم الإيديولوجيا السامة للإسلاموية، وليس الدين الإسلامي. 

في هذا السياق، سيساهم الحدّ من التفشّي السرطاني لهذه الجماعة في أوساط الجالية الأميركية المسلمة في مواجهة الإسلاموفوبيا، وذلك عبر التوضيح للجمهور الأميركي بأن الإسلام ليس العدو.

وقد تحمل هذه الخطوة في طياتها أيضاً رسالة للجهات الفاعلة الإقليمية في الشرق الأوسط مفادها أن الولايات المتحدة لن تتساهل مع أي تكتيكات مخادعة قد يُقدم عليها الحلفاء، أو أعذار قد يلجأ إليها آخرون. 

فتركيا مثلاً، التي أقدمت على إدراج حزب العمال الكردستاني وحركة غولن على قائمة المنظمات الإرهابية، وتواصل في الوقت نفسه دعم حماس والإخوان المسلمين، ستدرك أن الولايات المتحدة لا تقبل بمثل هذه الازدواجية. كما لن تتمكن الأنظمة العربية، التي تقاوم الإصلاحات الديمقراطية بحجة محاربة الإرهاب، من إيجاد أعذار بعد الآن. وستفهم هذه الجماعة أخيراً أن لموهبتها في إشعال أعمال عنف مضلّلة عواقب. قد لا يروق هذا القرار للمتعاطفين مع الإخوان المسلمين داخل الولايات المتحدة وخارجها، لكن ذلك لن يؤثّر في شيء. لدى الولايات المتحدة فرصة للانطلاق بنظام عالمي جديد مابعد الإسلاموية بقيم وسياسات واضحة باتت ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى.

ما التداعيات التي يمكن أن يخلّفها تصنيف الولايات المتحدة لجماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي
تقييمات المشاركة : ما التداعيات التي يمكن أن يخلّفها تصنيف الولايات المتحدة لجماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق