الأحد، 26 مارس 2023

التنظيم الدولي للإخوان ينقرض عامًا بعد عام

التنظيم الدولي للإخوان


التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين هو حركة عالمية تعطي الفرصة لأعضاء الجماعة بالتفاعل بعضهم مع بعض، عن طريق شبكة دولية غير رسمية، ذات هيكلية معقدة للتواصل على المستوى الشخصي والتمويلي والتنظيمي، وتعتبر بريطانيا مركزًا للتنظيم الدولي.

ووفقًا للباحثة البريطانية كورتني فرير، جاءت بداية التنظيم الدولي للجماعة بعد الفترة التي شهدت الصدام بين الجماعة والحكم الناصري، عقب محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في المنشية بالإسكندرية عام 1954، وبدأ الميلاد الحقيقي للتنظيم العالمي، بعد أن أسس سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا، “المركز الإسلامي بميونخ” بعد هجرته إلى ألمانيا، والذي بدأت فكرته عام 1960 وتم افتتاحه عام 1973. وتقول “فرير”: إن الكثير من كوادر الإخوان الذين ينتمون إلى دول عربية وإفريقية وآسيوية خرجوا من هذا المركز الضخم، ومن بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي انضم إلى الإخوان، وتتلمذ في المركز خلال دراسته الهندسة في ألمانيا.

ومنذ نهاية السبعينيات لعب مصطفى مشهور بشكل خاص دورًا متميزًا في تنظيم وإعادة هيكلة وتقوية التنظيم العالمي، وكان يتنقل بين لندن وعواصم أوروبية في يوليو 1982، أصدر اللائحة الداخلية الجديدة للتنظيم العالمي التي حرصت على استمرار هيمنة إخوان مصر، وفى ذات الوقت منحت بعضًا من الاستقلالية والمرونة للتنظيمات القُطرية.

وترجع بدايات التنظيم في بريطانيا إلى عام 1961، حيث تأسست “جماعة الطلبة المسلمين” للطلاب المصريين والعرب الذين انتموا إلى جماعة “الإخوان”، واستمر أعضاء الجماعة في إنشاء كيانات ومنظمات إخوانية؛ حتى تم تأسيس “الرابطة الإسلامية في بريطانيا” عام 1997، ورأسها الدكتور كمال الهلباوي، مؤسس الرابطة الذي شغل منصب المتحدث الرسمي باسم التنظيم العالمي للإخوان في الغرب.

وعودة على وضع التنظيم الدولي للجماعة الآن، فيرى أحد المنشقين عن الجماعة، أن القبض على بعض عناصر الجماعة الإرهابية الفارين إلى تركيا وماليزيا وتسليمهم إلى السلطات المصرية، دون تدخل قيادات الجماعة بالخارج، أدَّى إلى زيادة الانشقاقات داخل صفوفها. ويؤكد عيد أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية سينتهي قريبًا بلا رجعة.

ويسعى النظام القطري بكل ما أوتي من قوة لمحاولة لملمة الخلافات الإخوانية، والانشقاقات التنظيمية التي باتت تضرب الجماعة من كل حدب وصوب، بسعيها إلى التطمينات والإغراءات المالية، والتسهيلات التي تقدمها إلى التنظيم الدولي للجماعة.

إن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت بمثابة الحمض النووي لدولة قطر؛ حيث أسهم القرضاوي في تغييب الوعي القطري، بترسيخ أن الجماعة هي مستقبل العالم العربي، وذلك هو الدافع الذي جعل قطر تساند جماعة الإخوان في أثناء ما يُسمى بـ(ـثورات الربيع العربي)”.

وتأوي بعض الدول العديد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وتقدم لهم التمويل والحماية، واستمرت قطر في دعمها تلك الجماعة وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى في المنطقة العربية، حتى تم عزلها عن محيطها الخليجي والعربي في يونيو 2017؛ لتبدأ الدولة القطرية والتنظيم الإخواني يتشاركان الشعور بالمظلومية المزيفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق