وصل استخدام الذكاء الاصطناعي إلى مجال الفضاء، حيث بات يلعب دورًا حاضرًا في هذا المجال. فكيف تساعد هذه التقنية في علوم الفضاء؟ هذا ما سيتم تسليط الضوء عليه في هذه المقالة.
بدأت فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي في علوم الفضاء بالفيلم الأميركي "أوديسة الفضاء: 2001" الذي تم إصداره عام 1968. ورغم أنّ هذا المفهوم كان خيالًا عِلميًّا، إلّا أنه لم يعد كذلك بعد الآن، ذلك أنّ علماء الفضاء باتوا يستخدمون الخوارزميات لتوقّع إمكانية الحياة على الكواكب الأخرى في النظام الشمسي، أو للكشف عن احتمالية وجود الماء، أو محاولة اكتشاف إمكانيات الثقب الأسود، أو تحديد المنحنى المداري لجرم سماوي وغيرها.
ووفقًا لمسؤولي الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء الأميركية (ناسا)، يمكن أيضًا للذكاء الاصطناعي أن يساعد في الكشف عن الكويكبات القريبة من الأرض في الفضاء، وكذلك اختصار الوقت والجهد الذي يستغرقه علماء الفضاء في العمل، وذلك من خلال الاستعانة بنماذج التعلّم الآلي والتي من خلالها يمكن التنبّؤ باحتمالية اصطدام كوكبٍ بآخر وفق ما أعلن باحثون من جامعة "برينستون" في الولايات المتحدة مؤخّرًا.
في دراسة جديدة، تم نشرها في "PNAS" وهي مجلة علمية أميركية رائدة، أطلق علماء على نموذج ذكاء اصطناعي خاص بهم اسم "سبوك" ويعني "استقرار تكوينات المدارات الكوكبية كلاسفير"، بوسعه التنبؤ بمسارات الكواكب الخارجية، وتحديد أي منها سيظلّ مُستقرًّا، وأيّها قد يصطدم بنجومٍ أخرى، وذلك بشكلٍ دقيقٍ أكثر من قدرة العلماء البشر على ذلك.
وقد حاول الفلكيون في الماضي معالجة مشكلة الاستقرار المداري، بمن فيهم "إسحاق نيوتن" من خلال علم الرياضيات، إلّا أنه لم يجد أحد طريقة التنبّؤ بالتكوينات المستقرّة نظريًّا. ومن خلال الدراسة، يمكن للباحثين العمل على الجمع بين النماذج المبسّطة للتفاعلات الديناميكية للكواكب مع طرق التعلّم الآلي.
وهذا سيسمح بتحديد الاستقرار طويل المدى للكواكب بشكلٍ سريع وموثوق به. ومع نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد هذا، "يمكن فهم ديناميكيات الكواكب المدارية، بما في ذلك تلك الموجودة في نظامنا الشمسي" وهذا ما يؤكّده "دانييل تامايو" وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة.
تعليق