يُمكننا الحفاظ على صحتنا باتباع تدابير الوقاية اللازمة التي تقوي مناعة الجسم وتجعله أكثر مقاومة، والحفاظ على الصحة عملية متكاملة تبدأ من بدء الحياة إلى آخر يومٍ فيها، وأيّ إهمال قد يُسبب عوارض مرضية كثيرة، فالأم التي تحمل طفلًا في أحشائها تتحمل مسؤولية مضاعفة، وهي صحة جنينها وصحتها، لهذا تتناول الغذاء الصحي والمكملات الغذائية لضمان سلامة جنينها، ولإنجاب طفل سوي صحيًا وعقليًا.
وبعد ولادة الطفل يكون الحفاظ على صحته بإعطائه جميع المطاعيم واللقاحات اللازمة لوقايته من الأمراض، والاهتمام بتغذيته بشكلٍ سليم، وفحصه بشكلٍ دوري. كلما كبر الإنسان يُصبح من واجبه الاعتناء بصحته بشكلٍ أكبر، خاصة إذا كان هناك تاريخ للإصابة بالأمراض الوراثية في العائلة مثل أمراض القلب والسكري، وفي هذه الحالة يجب اتّباع نمط حياة معيّن لتجنب الإصابة بهذه الأمراض قدر الإمكان.
وحفاظنا على صحتنا الجسدية مرتبطٌ بحفاظنا على صحتنا النفسية أيضًا، لأنّ الكثير من الأمراض النفسية تُؤدي إلى زيادة التوتر والضغط النفسي، وهذا بدوره يُحفز الإصابة بأمراض جسدية كثيرة بدءًا من الإصابة بالصداع، وانتهاءً بأمراض خطيرة، والعكس صحيح أيضًا، لهذا فإنّ الحفاظ على الصحة يُشكّل منظومة متكاملة من العناية والرعاية، أما إهمالها فهو بمثابة انتحار، خاصة إذا لم يهتم الشخص بوصايا الأطباء وتعليماتهم.
لأجل أن يكون الحفاظ على الصحة غاية، يجب زيادة حملات التوعية الصحية، وتنبيه الناس إلى الأمراض المحتملة التي قد يتعرضون لها، خاصة الأمراض الأكثر انتشارًا مثل الأمراض المزمنة، كما يجب على الدولة توفير المرافق الصحية المتطوّرة، والاهتمام بتدريب الأطباء وتوفير الأجهزة اللازمة لرعاية المرضى على أكمل وجه، وبفضل الله فإنّ التطوّر العلمي أسهم بشكلٍ إيجابي في زيادة الوعي الصحي.
وتنبيه الناس إلى كيفية العناية بصحتهم بالشكل الصحيح، وابتعادهم عمّا يُسبب لهم الأمراض، حتى أنّ معظم الدول بدأت بفرض القوانين التي تمنع الإصابة بالأمراض مثل: منع التدخين في الأماكن العامة، وارتداء الكمامات في وقت انتشار الأمراض المعدية، ونشر الثقافة الصحية عبر وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي. في الوقت الحاضر تتولى منظمات دولية مسؤولية نشر الوعي الصحي في جميع دول العالم.
وأبرزها منظمة الصحة العالمية التي تسعى لأن يكون لدى الناس وعي صحي وقدرة على مواجهة الأمراض، والعمل على توفير العلاج للأشخاص المحتاجين، فالحصول على العلاج والتأمين الصحي من أبسط الحقوق التي يجب أن تتوفر لكلّ إنسان، لأنّ الصحة أهم الأشياء التي يُسبب غيابها تعاسة كبيرة وآلامًا كثيرة، لهذا يعدّ التطوّر الطبي في الدول والاهتمام بالرعاية الصحية مؤشرًا على تطوّر الدولة وتقدمها، لأنّ الدولة التي توفر أفضل سبل العلاج لأبنائها فإنها تقدم لهم أفضل طرق الرفاهية التي تجعلهم يُحافظون على نفسهم وصحتهم، ويحصلون على العلاج المناسب عندما يحتاجونه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق