يعيش العالم حالة من الخوف والقلق، بعد الانتشار المحدود لفيروس "جدري القرود" بالعديد من دول العالم، حيث أكدت وكالة الأمم المتحدة أنه تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و28 حالة يشتبه بإصابتها بجدري القرود من 12 دولة عضو غير متوطنة للفيروس، وتوقعت منظمة الصحة العالمية، زيادة حالات الإصابة بالفيروس النادر في الوقت الذي توسع فيه المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة.
وبعد الحديث عن تزايد الإصابات بجدري القرود، يخشى البشر من تحوله إلى وباء عالمي على غرار وباء فيروس كورونا الذي لا يزال يطارد البشرية، الأمر الذي جعل الكثير يتساءلون بشأن لقاح الجديري المائي، ومدى فاعليته في الوقاية من الإصابة بجدري القرود، غير مدركين الاختلاف الكبير بين الجديري المائي وجدري القرود
الكثير لا يعرف أن هناك اختلاف كبير بين الجديري المائي الذي أصيب به الكثيرون في مرحلة الطفولة، وجدري البشر وجدري القرود، ونوضح في التقرير التالي، الفرق بين كل ذلك، ومدى فاعلية لقاح الجديري المائي في الوقاية من جدري القرود.
لا يوجد أي علاقة بين الجديري المائي وجدري القرود، حيث يؤكد الدكتور أمجد الحداد رئيس مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن الجديري المائي هو مرض فيروسي بسيط، قد يصيب الأطفال ولا يمثل خطورة في أغلب الأحيان.
فيما يعتبر جدري القرود، مرض فيروسي حيواني المنشأ، ولكنه أقل خطورة من الجدري البشري، فهو أقل قدرة على الانتشار، وأقل شراسة ويمكن السيطرة عليه لأنه سهل تشخيصه.
وعدوى جدري القرود تنتشر عن طريق مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وقد وُثِّقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علماً بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس.
يؤكد أن لقاح الجديري المائي لا يحمي من جدري القرود، لأنه ليس له علاقة مطلقا بينه وبين الجدري أو جدري القرود، وتطعيم الجديري المائي يتم الحصول عليه كروتين للأطفال مع التطعيمات الروتينية المتبعة، والجرعة الأولى تؤخذ عند عمر 12 إلى 15 شهرا، أما الجرعة الثانية عند عمر 4 إلى 6 سنوات أو قبل ذلك.
وجرعة واحدة من التطعيم تحمي من الإصابة بالجديري المائي المتوسطة بنسبة 95% والشديدة بنسبة 100%، ولكن في نفس الوقت هذا التطعيم لا يحمي من أنواع الجدري الأخرى.
تعليق