يرى كثير من الأوروبيين ضرورة عدم السماح للمسلمين بالدخول إلى أوروبا، نظرًا للخطر الذي يتهدد القارة بفعل وصول المسلمين إلى مناصب عليا في دول أوروبا. ويستشهد هؤلاء عادة بالهجمات “الإرهابية” التي تستهدف من خلالها جماعات متطرفة أماكن عامة في دولهم، قائلين إن زيادة تأثير المسلمين داخل تلك المجتمعات قد تؤدي إلى حرب طاحنة بين المسلمين و غير المسلمين.
ويرى أتباع اليمين المتطرف في أوروبا أن الإسلام يشكل خطرًا بحد ذاته على قيم المجتمعات الأوروبية، ويهدد استقرارها، ولا يجد من سبيل للحد من ذلك إلا فرض الحظر على دخول المسلمين. وعادة ما تشهد مثل تلك الدعوات نداءات عنصرية تطالب بإقصاء المسلمين وطردهم من أوروبا، أو قد تتطور الأمور فيه إلى عمليات اعتداء مباشرة على المسلمين أو ممتلكاتهم، كما حدث في عدد من المناطق، عبر الممارسات أو عبر القوانين.
ومن شأن ذلك أن يغذي قيم المتطرفين الإسلاميين، وأن يمده بنوع من الرغبة في الانتقام ضد الأوروبيين، ما يعني أن بابًا لعمليات من الانتقام المتبادل سيفتح على مدار سنوات طويلة، ويتسبب بعودة “صراع الحضارات” من جديد.
فقد حذر خبراء دوليون في مكافحة الإرهاب الدول الأوروبية من عواقب الافتقاد إلى إستراتيجية موحدة حاسمة لمواجهة جماعات "الإسلام السياسي" التي تنشر أفكار التطرف والانعزال في أوروبا, ووصف الخبراء تفشي أفكار التشدد والانفصال عن المجتمع بين خاصة بين الصبية والشباب المسلم في أوروبا بأنه "ظاهرة بالغة الخطورة لم يعد يمكن السكوت عليها".
وحذر خبراء من أن تنظيم داعش "ليس سوى عرض لمرض تسييس الدين الذي تنتشر بقوة ليس فقط في دول الشرق الأوسط ولكن في أوروبا والعالم".وعبر عن اعتقاده بأن التنظيم الإرهابي "نتاج أفكار تستند إلى فهم مغلوط لنصوص دينية تروج له جماعات تستغل الدين لأهداف سياسية مصدرها ومظلتها هي جماعة الإخوان المسلمين, واستغرب عدم تحرك الدول الأوروبية بفعالية ووعي لمواجهة هذه الجماعات التي تهدف إلى الترويج لفكرة إقامة الدول الدينية استنادا إلى أفكار لا علاقة لها بالإسلام."
فقد اعتبر المستشار النمساوي "سيباستيان كورتس"، أن أوروبا مدعوة لمحاربة الإسلام السياسي، لافتا أن تياراته تهدّد الحرية في أوروبا، في وقت يستعد فيه الاتحاد الأوروبي لمناقشة ظاهرة "الإرهاب الإسلاموي".ودعا الاتحاد الأوروبي إلى مكافحة "الإسلام السياسي" معتبرا أنه "إيديولوجية" تشكل "خطرا على نموذج العيش الأوروبي"، وذلك ساعات بعد هجوم إرهابي شهدته فيينا.
وأوضح المستشار النمساوي في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية: "ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يركز أكثر في المستقبل على مشكلة الإسلام السياسي"، مشيراً إلى اقتناعه بأن مسألة مكافحة الإسلام السياسي ستفرض نفسها كموضوع أساسي في القمم الأوروبية المقبلة.
تعليق