تاريخ الإخوان في توظيف قضية فلسطين، على مدار العقود الماضية قام الإخوان بمحاولة توظيف القضية الفلسطينية العادلة، تحت شعارات الجهاد الديني، وانتزاعها من إطار النضال الوطني القومي التحرري، تحت غطاء مقدس، نَظّر له حسن البنا، في "رسالة الجهاد" حين قال: "وجوب قتال أهل الكتاب، وأنّ الله يضاعف أجر من قاتلهم، فليس الجهاد للمشركين فقط، ولكنه لكل من لم يُسلم"، على حدّ تعبيره.
من هنا حاول الإخوان أسلمة معركة التحرر الوطني في فلسطين التي وصفها حسن البنا بفلسطين المجاهدة، وفق رؤية عنصرية أحادية، حاول بها إخراج المسيحيين من معادلة التحرر الوطني في فلسطين، وكذلك بعض المجموعات اليهودية الفلسطينية التي رفضت الصهيونية، مثل جماعة "ناطورى كارتا" (حراس المدينة)، التي أيدت النضال العربي"
من صفحات ذكرى النكبة تفوح رائحة إخوانية كريهة اعتادت على مدار 7 عقود النهش في "لحم" القضية الفلسطينية لترسخ انتهازيتها ومتاجرتها بها.
ويعود تاريخ المتاجرة الإخوانية بالقضية الفلسطينية، المُتوارية خلف الشعارات الدينية، إلى أديبات الجماعة الفكرية، التي صنعها حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان وسيد قطب منظرها الأبرز لشرعنة تأسيس التنظيمات الإرهابية.
تاريخ حافل بالتلاعب على أوتار المشاعر الدينية، دفع مراقبين ومنشقين عن الجماعة إلى إطلاق تحذيرات من استغلال التنظيم الإرهابي للتصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، في مسعى للعودة للمشهد السياسي على أكتاف القضية الفلسطينية، واستخدامها كمدخل لإثارة التوترات والفوضى بالمنطقة العربية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، سعت اللجان الإلكترونية للتنظيم الدولي الإرهابي، لإعادة سيناريو المتاجرة بالقضية الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي، ونشر مجموعة تدوينات محرضة على الأنظمة العربية، تخللها عبارات مشوبة بإسقاطات عن تخلي الدول العربية عن القضية، في الوقت الذي تجرى فيه جهود الوساطة العربية على قدم وساق جنبا إلى جنب تقديم الدعم الجسدي والمعنوي لجرحى غزة.
ويتجاهل الإخوان حقيقة أنهم لم يقدموا شيئا للقضية الفلسطينية حتى في ظل حكم مصر عدى المتاجرة لصالح أيدولوجيتهم، سواء بهدف اختراق التجمعات الشعبية وجمع الأموال والتبرعات، باسم فلسطين واستخدامها لصالح مخططات التنظيم، فضلا عن الهدف الأساسي وهو كسب أرض جديدة لمشروعه السياسي التخريبي بالمنطقة.
القضية الفلسطينية واحدة من هذه القضايا، التي كانت دائما الأداة الفاعلة للإخوان، حيث يمكنهم اختراق التجمعات الشعبية وادعاء أنهم أصحاب القضية وحراس العقيدة، مستغلين التأثير الواضح للقضية الفلسطينية في نفوس العرب بشكل عام واستثمارها كحدث ديني، خاصة أن القضية لها جذور في العقيدة الإسلامية".
و منذ البدايات، أسس حسن البنا ما يعرف بلواء الإخوان المسلمين، محاولا استثمار فلسطين لتكوين ما يعرف بالجيش الإسلامي، القائم على الأيدولوجية بعيدا عن التوجهات القومية أو التي تخص العروبة، بهدف الوصول للقواعد الشعبية والأهم النخب السياسية".
ولفت إلى أن "القضية الفلسطينية على مدار التاريخ المعاصر مثلت أحد مسارات توثيق العلاقات بالنسبة للإخوان مع القوى السياسية الأخرى سوى الناصرية أو اليسارية أو غيرها أو التيار العلماني نفسه".
ويرى الباحث أن هذا المسار هو الأخطر في متاجرة الإخوان بالقضية الفلسطينية في الوقت الحالي، حيث يهدفون بالأساس للعودة للمشهد السياسي، وبالتالي يرون أن العودة للشارع ستكون على أكتاف القضية الفلسطينية.
تعليق