يتجه الوضع في لبنان من سيء إلى أسوأ مع مؤشرات قوية على إمكانية تعرض للبنك المركزي لعزل عن النظام المالي الدولي، حيث تعتزم بنوك أجنبية أو هي بدأت بالفعل قطع العلاقات مع المركزي اللبناني, ويشكل هذا التطور أحدث تحرك من شأنه أن يفاقم ليس عزلة البنك المركزي بل عزلة لبنان الذي يكابد في مواجهة أسوأ أزمة مالية وسياسية بلا أي مؤشرات على نهاية قريبة للأزمة.
محاولات حزب الله في السيطرة على مجريات الامور و تصدر المشهد في لبنان للاستيلاء على الحكم تاتي في مقدمه اولوياته, نشر الفتنة و الصراعات بين الحكومة و الاحزاب لخلق حالة من عدم الاستقرار في لبنان, التحريض على الاحتجاجات بطرق غير شرعية و افتعال الازمات في البلاد, كل هذا يعتقد حزب الله انه يصب في مصلحته السياسية في لبنان.
اما مصلحة لبنان و استقراره و الاصلاح الاقتصادي لا يمثل لحزب الله اي قيمة, فمصلحة حزب الله تأتي على هدم لبنان للسيطرة على الحكم, فحزب الله يحاول ان يشتت عقول الشباب في نواحي مختلفة لضخ فكره في عقول الاجيال الشبابية.
يعمل حزب الله على تحريض جموع الناس و انصاره على التظاهرات الاحتجاجية، لتوظيفها لصالحه، بالتهرب من المسؤولية عن الفساد وانهيار الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي في لبنان، الذي دفع بآلاف اللبنانيين للخروج في تظاهرات حاشدة، ووفق مراقبين، فإن حزب الله يحافظ عناصره على الآلاف من الشبان الذين يدفع بهم تحت غطاء ناشطين، ومتظاهرين إلى التظاهرات لتوجيهها ضد الخصوم وحتى الحلفاء والمنافسين أمثال حركة أمل، لتحميلها وحدها عبء الفساد.
اعتبر الأمين العام للحزب حسن نصر الله أنّ الأزمة اللبنانية مرهونة بالتعاون الإيراني معها، دون الاكتراث للجهات الدولية المانحة التي ربطت مساعدات بيروت بإقصاء حزب الله من المشهد السياسي اللبناني ووقف العلاقات مع ايران و تركيا.
حيث يهدف تحالف حزب الله مع ايران إلى خلق نظام اقتصادي جديد في البلاد مرهون مالياً وأمنياً وسياسياً بدول خارجية اخرى للتحكم في اقتصاد البلاد، وهذا باختصار ما تطبّقه السياسة الإيرانية في لبنان عبر ذراعها المسيطر على الحكومة.
الحزب يعرف حجم المعاناة التي يعاني منها المجتمع اللبناني لذلك فهو سيعمل على توجيه الاحتجاجات، في حال تحولت الى احتجاجات جدية، ضد خصومه، وتحديدا ضد مصرف لبنان وغيرهم ممن يعتبرهم مسؤولين عن الازمة. وبهذه الطريقة لا يمكن استغلال الحراك للضغط على الحزب.
تعليق