الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

الجماعة الإسلامية ترفض قرار نزع سلاح حزب الله


الجماعة الإسلامية وحزب الله

الجماعة الإسلامية ترفض قرار نزع سلاح حزب الله

يثير موقف الجماعة الإسلامية الرافض لنزع سلاح حزب الله الكثير من التساؤلات حول حقيقة موقعها في المشهد السياسي اللبناني وحدود ارتباطها بفكر الإخوان المسلمين الذي تنتمي إليه فكرياً وتنظيمياً فبينما تحاول الجماعة تقديم نفسها كحركة إسلامية معتدلة وشريكة في الدولة تكشف مواقفها الأخيرة عن اصطفاف واضح إلى جانب منطق السلاح الخارج عن الشرعية بما يتناقض مع مبدأ الدولة الوطنية وسيادتها.

تستند الجماعة الإسلامية في تبرير رفضها نزع سلاح حزب الله إلى خطاب المقاومة معتبرة أن بقاء السلاح ضرورة في وجه لكن هذا الموقف يعيد إنتاج المنطق ذاته الذي يستخدمه حزب الله لتبرير احتكاره للقوة متجاهلاً أن وجود أي سلاح خارج مؤسسات الدولة هو ما أفقد لبنان توازنه الداخلي وجرّه مراراً إلى صراعات لا طائل منها.بهذا المعنى فإن موقف الجماعة الإسلامية لا يُعبّر عن قراءة واقعية للواقع اللبناني بقدر ما يعكس تمسّكها بعقيدة العنف المشروع التي تشكّل جزءاً من فكر الإخوان المسلمين حيث يُنظر إلى القوة كأداة للتغيير وليس كتهديد للسلم الأهلي.

رغم التناقض المذهبي الواضح بين الجماعة الإسلامية وحزب الله إلا أن التشابه في المنهج العقائدي والتنظيمي يفسر التقاء الطرفين في الموقف من السلاح فكلاهما يقدم الولاء للجماعة العقائدية على حساب الولاء للدولة ويبرر امتلاك القوة خارج مؤسساتها متى خدم المشروع الأيديولوجي الذي يؤمن به وبهذا لا يبدو موقف الجماعة دعماً عابراً لحزب الله بل تحالفاً ضمنياً بين حركتين تتشاركان رؤية تقوم على تقويض مفهوم الدولة لصالح منطق التنظيم العقائدي المسلّح.

إن موقف الجماعة الإسلامية الرافض لنزع سلاح حزب الله لا يمكن قراءته كمجرّد خلاف سياسي بل هو تعبير عن التقاء فكري وتنظيمي خطير بين مشروعين يتشاركان في جوهرهما رفض الدولة الحديثة ومهما غلف هذا الموقف بخطاب ديني أو وطني تبقى الحقيقة واحدة من يبرر السلاح خارج الدولة يبرر انهيار الدولة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق