الأحد، 6 أبريل 2025

الأعياد في لبنان تصطدم بالأزمة الاقتصاديّة وشمعة بتكفي العيلة كلّها

 

الأعياد في لبنان

الأعياد في لبنان تصطدم بالأزمة الاقتصاديّة وشمعة بتكفي العيلة كلّها

على أغنية "اليوم الجمعة وبكرا السبت وبعد بكرا الشعنينة"، يستعد أطفال لبنان للاحتفال بعيد ينتظرونه بصبر نافد لارتداء أجمل الملابس وحمل افخم الشموع، لكن للأسف الشديد يأتي العيد هذا العام أيضا تزامنا مع أزمات هزت البلاد  من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، أزمات متتالية ومستمرة إلى اليوم بدأت منذ عام 2019 بأزمة اقتصادية انهكت البلاد، فهبطت قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار وهبطت معها المداخيل مما أدى إلى هبوط حاد بالقدرة الشرائية للمواطنين تزامنا مع أرتفاع جنوني بأسعار كافة السلع دون استثناء حارمة المواطنين من الحد الأدنى للحياة وفرحة الأعياد.


يذكر أن أحد الشعانين أو عيد الشعنينة هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح (عيد القيامة) ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس، ويسمى هذا اليوم أيضًا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي المدينة استقبلوه بالسعف والزيتون المزين فارشين ثيابهم وسعف النخيل وأغصان الزيتون أمامه، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم، ويرمز سعف النخيل إلى النصر، أي أنهم استقبلوا يسوع منتصرا محققا نبوءة زكريا بصفته المسيح.
 
ما يمر به لبنان حاليا من أزمات لا تنتهي دفع بأكثرية المواطنين إلى شد الأحزمة ووضع خطط لترتيب أولوياتهم لمواجهة الظروف القاسية والتي أنهكت كاهلهم، وباتوا يفكرون بإحياء مواسم الأعياد بما توفر لهم من امكانيات، فالأعياد بالنسبة لهم أصبحت عبئا ثقيلا بعد أن كانت مصدر للبهجة والراحة، فهذا الواقع المؤلم الذي وصل إليه المواطن اللبناني دفع العديد من العائلات الى عدم شراء شمع الشعنينة والاستعانة بشموع السنة الماضية أو تزيين شمعة عادية في المنزل، بواسطة غصن زيتون، وفي هذا السياق، تقول سهى وهي ربة منزل لعائلة مكونة من 4 أطفال أنها قامت بإضافة شرائط وزينة خفيفة على ىشمعات قديمة من العام الماضي وهي بذلك تستطيع توفير المال لشراء الثياب لهمن مضيفة "حتى الثياب كانت أكبر من قدرتها الشرائية فذهبت إلى أسواق بيع الثياب بالكيلو فالأحزمة مشدودة ولا يمكن صرف الأموال من دون تدبير أو عناية".

أما مريم وهي أم لطفلين فتؤكد أنها بالكاد استطاعت تدبير طفليها قبل حلول الأعياد فقد لجأت إلى شراء شموع غير مزينة وقامت  بتزيينها بنفسها، فالأسعار خيالية"، أما عن أسعار الملابس تؤكد مريم "أنها بالاساس الأسعار غالية جدا فمابالك خلال فترة الأعياد وشراء ملبوسات جديدة للاطفال بات يعد ترفاً وبزخاً".

حال ابو مجد وهو رب لأسرة من 3 أطفال لا يختلف عن حال مريم وسهى حيث أكد أن اسعار الشموع غالية جدا حيث يتفاوت السعر بين شمعة وأخرى إن لجهة الزينة أو الزوائد أو الأحجام، وقد بلغ أدنى سعر لشمعة العيد المزينة 30$، مضيفاً "لكيلا يمر العيد من دون شمعة التي ترمز إلى النور والمسيح نور العالم، أكتفيت بشراء شمعة واحدة للعائلة فقدرتنا الشرائية تآكلت، وشمعة بتكفي العيلة كلها والحمد الله أحسن من غيرنا الذين استبدالوا شمعة العيد بأغصان الزيتون"، اما بالنسبة للثياب فتبدأ اسعارها بـ30 دولارا وتنتهي بأرقام قد تصل الى 120 دولارا وهذه الأسعار تشمل المحال المتوسطة من دون التطرق الى الأسماء والماركات العالمية".

الازمة الاقتصادية في لبنان جاءت لتزيد من مرارة الواقع ومن صعوبة تأمين أبسط مقومات العيش الكريم، فتريز وهي موظفة في إحدى الدوائر الحكومية وأم لطفلة واحدة تؤكد بغصة أن العيد ليس بالشمع المزين ولا بالملابس الجديدة يمكننا أن نحتفل بالشعانين بأبسط الشموع مع غصن زيتون ولنحمل سعف النخيل، ولنتذكر أنّ كلمة "شعانين" تأتي من عبارة "هو شيعنا" وتعني "يا رب خلص"، وعسى أن يأتي الخلاص الى لبنان، قبل فوات الاوان".

يشار إلى أن كلمة شعانين تأتي من الكلمة العبرانية «هوشيع-نا» والتي تعني يا رب خلص ومنها تشتق الكلمة اليونانية "أوصنا" وهي الكلمة التي استخدمها في الإنجيل الرسل والمبشريون، وهي أيضاً الكلمة التي استخدمها أهالي القدس عند استقبال المسيح في ذلك اليوم.

يحل العيد على لبنان في ظل ظروف صعبة جداً هذا العام، فالأزمة الاقتصادية والمعيشية خطفت فرحة اللبنانيين بحلول الأعياد والتمتع ببركة العيد، وشكلت تحدياً كبيرا امام أحياء العادات والتقاليد التي اعتادوا عليها والتي هي جزء من هويتهم وثقافتهم فالسيدة جوليت التي اعتادت على تحضير كعك العيد والمعمول امتنعت هذا العام عن تحضير بركة العيد بسبب الغلاء الفاحش فكيف يمكنها أن تأتي بالحلويات والهدايا والألبسة التي اعتادت شراءها في ظل هذا الغلاء؟  وتضيف السيدة "حتى أسعار البيض تحلق في مثل هذه الايام لكثرة الطلب عليها لاستخدامه في "لعبة صيد البيض" بعد تزيينه وتلوينه بالصباغ والمبارزة بمفاقسة البيض".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق