الأحد، 14 أبريل 2024

نظرة فاحصة لميليشيا حزب الله اللبنانية وتاريخها

تعزز نفوذ ميليشيا حزب الله في لبنان بفعل ترسانتها ودعم العديد من الشيعة الذين يقولون إنها تحمي لبنان في ظل ضعف الجيش اللبناني

نظرة فاحصة لميليشيا حزب الله اللبنانية وتاريخها

أسس الحرس الثوري الإيراني حزب الله في 1982 في خضم الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت رحاها بين عامي 1975 إلى 1990 لأهداف منها تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية، التي اندلعت في عام 1979، إلى أنحاء المنطقة والمشاركة في الحرب الأهلية اللبنانية

وتحولت الجماعة من فصيل في الظل إلى قوة مدججة بالسلاح لها نفوذ قوي في البلاد. وصنفتها حكومات غربية منها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

وجنَد حزب الله الشيعي أعضائه ومنتسبية من المسلمين الشيعة اللبنانيين خاصة من سكان الجنوب اللبناني حيث قام بتوسيع مناطق نفوذه وسيطرته منذ تأسيسه.

القوة العسكرية لحزب الله

رغم نزع سلاح جماعات أخرى عقب الحرب الأهلية اللبنانية، احتفظت ميليشيا حزب الله بأسلحتها بحجة قتال القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان الذي تقطنه أغلبية شيعية و ذلك حتى انسحابها  في عام 2000.

أظهرت الجماعة تطورها العسكري في 2006 أثناء حرب تموز والتي استمرت خمسة أسابيع وأودت الحرب بحياة 1200 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون، وأعلن حزب الله عن هجمات خلال العمليات العسكرية في غزة باستخدام صواريخ أرض-جو، وهو سلاح كان يعتقد منذ فترة طويلة أنه يمتلكه ضمن ترسانته لكن لم يتأكد من قبل حيازته له. كما أطلق طائرات مسيرة مفخخة عبر الحدود الجنوبية.

وقال زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله إن الجماعة لديها 100 ألف مقاتل. وتقول وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) في كتاب حقائق العالم إن عدد مقاتلي حزب الله كان يقدر في عام 2022 بنحو 45 ألف مقاتل من بينهم حوالي 20 ألفا يعملون بدوام كامل و25 ألفا من جنود الاحتياط.

النفوذ الإقليمي لميليشيا حزب الله

أصبح حزب الله مصدر إلهام ودعم لجماعات أخرى متحالفة مع إيران في أنحاء الشرق الأوسط، ومن بينها الفصائل الشيعية العراقية. ولعب دورا كبيرا خلال حرب سوريا حيث يوجد مقاتلين تابعين له.

كما تثيت الوقائع إن حزب الله يقاتل أيضا إلى جانب الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن كما يمد الجماعة بمستشارين ومدربين عسكريين إلى جانب نقل تكنولوجيا تطوير الأسلحة التى حصل عليها من إيران.

دور حزب الله في لبنان

تعزز نفوذ ميليشيا حزب الله في لبنان بفعل ترسانتها ودعم العديد من الشيعة الذين يقولون إنها تحمي لبنان في ظل ضعف الجيش اللبناني. وهناك وزراء في الحكومة ونواب في البرلمان منتمون لها.

ويقول منتقدون إن الجماعة تقوض الدولة، ويتهمونها بدفع لبنان بشكل منفرد إلى أتون الصراعات.

وللميليشيا وزراء في الحكومة ونواب في البرلمان.

وأصبح دور حزب الله على الساحة السياسية اللبنانية أكثر بروزا في 2005 بعد انسحاب سوريا في أعقاب مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي كان يمثل نقطة الثقل العربي في لبنان.

وأدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة ثلاثة من أعضاء حزب الله غيابيا بتهمة الضلوع في اغتيال الحريري. وتنفي الجماعة ضلوعها، واصفة المحكمة بأنها أداة في يد أعدائها.

النزاع على السلطة

وفي 2008 تحول نزاع على السلطة بين حزب الله وخصومه السياسيين المدعومين من الغرب والعرب على حد سواء إلى صراع قصير. وسيطر مقاتلو حزب الله على أجزاء من بيروت بعد أن تعهدت الحكومة باتخاذ إجراءات ضد شبكة الاتصالات العسكرية التابعة للجماعة.

وفي 2018 فاز حزب الله وحلفاؤه بأغلبية في البرلمان. وعلى الرغم من خسارة تلك الأغلبية في 2022 فإن الجماعة ظلت تحتفظ بنفوذ كبيرحتى أنها لازالت تمنع ترشيح رئيس جديد للبلاد بعد انتهاء فترة حكم حليفها الوحيد من الطائفة المسيحية والذي قامت بتنصيبه كرئيس للبنان وهو الجنرال ميشيل عون منذ ما يقارب العامين.

حزب الله وشن هجمات على أهداف غربية

شنت مجموعات يقول مسؤولون أمنيون لبنانيون ومخابرات غربية إنها مرتبطة بحزب الله هجمات انتحارية على سفارات وأهداف غربية وخطفت غربيين في الثمانينيات. ويُعتقد أن إحدى تلك المجموعات، وتسمى الجهاد الإسلامي أيضا، كان يقودها عماد مغنية، أحد كبار القياديين في حزب الله الذي قُتل في انفجار سيارة ملغومة في سوريا عام 2008.

وتتهم الولايات المتحدة حزب الله بالمسؤولية عن تفجير انتحاري دمر مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت في 1983 وأسفر عن مقتل 241 جنديا وتفجير انتحاري في العام نفسه استهدف السفارة الأمريكية. كما استهدف تفجير انتحاري ثكنات فرنسية في بيروت في 1983 وأودى بحياة 58 من قوات المظلات الفرنسية.

وفي إشارة إلى تلك الهجمات واحتجاز الرهائن، قال حسن نصر الله في مقابلة في 2022 إنها كانت من تنفيذ جماعات صغيرة غير مرتبطة بحزب الله.

كما اتُهم حزب الله بشن هجمات مسلحة في أماكن أخرى. وتوجه الأرجنتين له ولإيران اتهامات بالمسؤولية عن تفجير دام استهدف مركزا للطائفة اليهودية في بوينس أيرس عام 1994 وأسفر عن مقتل 85 شخصا، وعن هجوم على السفارة الإسرائيلية في العاصمة عام 1992 أودى بحياة 29 شخص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق