الأحد، 8 يناير 2023

التلوث المائي يساهم في زيادة المخاطر على كوكب الارض

التلوث المائي

الحق أن الخطر لا يقتصر على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وبمعنى أنه لا يقتصر على تلوث الهواء الكوكبي.. بل هناك أيضاً الخطر المتمثل في تلوث المجاري والمصادر المائية في عالمنا فضلا عن التناقص المطرد والمخيف أيضاً في كميات المياه العذبة التي تضمها هذه المصادر. 

في هذا السياق بدوره تحذر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة لمنظومة الأمم المتحدة من أن العالم مهدد بكارثة غذائية خلال سنوات ليست بالبعيدة من القرن الحالي.. لا بسبب محدودية أو حتى انكماش مساحات الأراضي الصالحة لزراعة المحاصيل اللازمة لغذاء الإنسان، ولكن بالذات بسبب تلوث الموارد من المياه العذبة وشبه العذبة اللازمة لريّ هذه الأراضي. 

من هنا يحذر الخبراء من أن نسبة ‬30 في المائة وربما أكثر من سكان علمنا يمكن أن يقعوا ضحية لغوائل نقص المياه إلى حد العطش بسبب شحة المياه النقية الصالحة للشرب على وجه الخصوص هذا فضلا عن آفة إصابة المصادر المائية في الأرياف والحواضر بالتلوث وخاصة في الدول النامية الفقيرة وهو ما يسبب ارتفاع نسبة وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر. 

المهم أن العالم لا يزال يحاول..والعالم يحاول نقل البيئة من حيز الاهتمام العلمي.. التقني المتخصص إلى حيز صانع القرار وراسم السياسة ومن ثم إلى مستوى الوعي الشعبي البيئي العام بأبعاد مثل هذه القضية.. التي ما برحت مطروحة وماثلة وحالّة من أيام مؤتمرات كيوتو وريو دي جانيرو وكوبنهاغن.. إلى الأيام القريبة الماضية في منتجع كانكون الكاريبي من أرض المكسيك. 

في ديسمبر من العام ‬2009 عُقدت قمة البيئة العالمية في العاصمة الدانمركية «كوبنهاغن» بحضور أكثر من ‬100 رئيس دولة كان من بينهم، ولأول مرة، الرئيس الأميركي باراك أوباما.. وقد شهدت هذه القمة تمثيل ‬193 من الدول أعضاء منظومة الأمم المتحدة لبحث أجندة العمل العالمي المشترك من أجل معالجة مشاكل البيئة الكوكبية وكان في مقدمتها ظاهرة الاحتباس الحراري.

الناجم عن انبعاثات الغازات الكربونية، المتخلَّفة بدورها عن العمليات الصناعية التي ما زالت تباشرها الدول الصناعية المتقدمة والدول النامية والفقيرة على السواء. والمعروف أن هذه الانبعاثات التي تصبح محتجزة في الغلاف الجوي المحيط بكوكب الأرض تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وحدوث تغيرات مناخية تؤثر بدورها على أجواء نمو وزراعة المحاصيل وعلى نوعية وحجم الموارد الأساسية من المياه اللازمة لاستمرار الحياة.

وقد شهدت في الأيام العشرة الأولى من ديسمبر المنصرم انعقاد مؤتمر أكثر تواضعا لمناقشة أجندة دولية أقل طموحا وذلك في كانكون ــ المنتجع المكسيكي المطل على سواحل البحر الكاريبي، حيث عكف المجتمعون من ممثلي دول العالم، وتحت إشراف الأمم المتحدة، على تدارس القضايا التي بقيت بغير حل بعد قمة كوبنهاغن وتداولوا في حواراتهم اقتراح الهند بإنشاء الصندوق الأخضر.

الذي يتم فيه تجميع الموارد المالية اللازمة لمواجهة خطر تغير المناخ شريطة الأخذ بمبدأ الشفافية من حيث موضوعية ودقة التقارير التي تبلغ بها مختلف الدول عن حجم انبعاثاتها ومن ثم يكون تحديد مسؤولياتها ضمن الشراكة العالمية لمواجهة ما يتهدد الكوكب من أخطار. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق