الإخوان عبيد أسيادهم، السياسة عندهم أهم من الدين، الدين مجرد مطيّة لسياسه تبيح لهم كل شيء وأي شيء، بل طوعوا الدين لصالح رؤاهم السياسية. المواقف السياسية للتنظيم على مدار عشرة عقود تحكي لنا صنوفاً من المتاجرة باسم الدين، تارة يتهمون النّاس في دينهم وبخاصة المختلفين معهم، وتارة يطوعون هذا الدين لمغانم سياسية خاصة بالتنظيم الأيديولوجي، الذي بات أولًا ويأتي الدين بعده ثانياً.
فاجعة "الإخوان المسلمين" الحقيقية هي في فهمهم للدين، فرغم أنهم رفعوا شعار القرآن دستورنا، إلا أنهم جعلوا التنظيم هو شريعتهم نحو العمل في السياسة وغيرها، كما أن "الإخوان" لديهم مشكلة حقيقية في فهم ذواتهم؛ فالفرق بين الإنسان والحيوان في أن الأول يدرك ذاته ويفهمها ويستفيد من أخطائه، أما الثاني، فلا يكاد إلا أن يكون أشبه بمن يسير في ساقية مياه، ليس لديه بُعد بالمسافة ولا المكان الذي يسير فيه ولا طبيعة المهمة الموكله إليه، فهو مجرد مخلوق يؤدي مهمه لا يعلمها وغير مستوعب لمن وظفه في هذه المهمة.
ومن هنا لم نتفاجأ من وصف واحد من قادة الاخوان، "إخوانه" في التنظيم بأنهم مجرد لاجئين، من خلال بيانه الذي عنّون له "بيان شكر وتقدير"، وصف من خلاله تركيا أنها وقفت مع التنظيم وأبنائه ولم تبخل عليهم من أجل أن يصل لأهدافه، مؤكداً شكره وامتنانه للرئيس التركي وحكومته وشعبه، وملمحاً لما هو كائن، التنظيم بأفراده تحت أمرتكم.
بيان "الهوان" لم يكن جديداً على تنظيم تُسيطر فيه البراغماتية على نصف عقله، بينما تُسيطر الانتهازية على النصف الثاني، فلم تتبقَ أية قيمه يدافع عنها تنظيم تهاوى إلى مهاوي الردى، أو شاخت أعضاؤه وقارب عمره المئة عام، فَقَدْ فَقَدَ عقله وهو ما أثر في توازنه، فما عاد سلوكه مفهوماً ولا متوقعاً.
بيان شكر وتقدير الحكومة التركية ووصف "الإخوان باللاجئين"، هو تأكيد على تماهي التنظيم مع المشروع التركي ضد الدولة المصرية، التي ينتمي إليها هؤلاء المتآمرين، فشكرهم يدل على موقفهم من وطنهم ويؤكد اختطاف التنظيم من قبل أجهزة استخبارات دولية ومنها الأمن التركي، فإرضاء تركيا مقدم على كل شيء حتى ولو كان على حساب مصر التي تربّوا فيها وشربوا من نيلها، فعادوا مصر عندما أرادت تركيا أو شاركتهم في ذلك وشكروها عندما أرادت أن تعود بعلاقتها مع مصر، منتهى الانسحاق والتخاذل والبراغماتيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق