تمكَّن المهندسون الفيزيائيِّون من نقل جسيمات متشابكة كمومياً على مسافة أطول بكثير من 50 كيلومتراً. وقد نجحوا في ذلك عبر الاستعانة بتأثير كمومي معيَّن يتيح نقل المعلومات عبر مسافة أطول مما سُجّل سابقاً.
واستطراداً، يمكن أن يتيح النقل الكمومي عبر تلك المسافة بإرسال المعلومات عبر مدن متباعدة عن بعضها بعضاً، والعمل على تحقيق حلم الإنترنت الكمومية أخيراً، وفق ما كتبه بحّاثة أنجزوا الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "نايتشر".
"سيمكنّنا نقل البيانات المتشابكة كمومياً عبر مسافات طويلة من توسيع نطاق هذه التجارب لتشمل عُقَداً تفصلها مسافات أبعد فأبعد، وبشكل فاعل تماماً"، كتب المهندسون.
في الدراسة، بحث العلماء في كيفية النجاح في نقل "ذاكرتين" متشابكتين كمومياً، هما في الأصل النسخة الكمومية من ذاكرة كمبيوتر تقليديّ، بالأحرى كان كل منهما يعادل محرك الأقراص الصلبة في الكمبيوتر.
وكما هو معلوم، تخزِّن قطع الذاكرة في الكمبيوتر المعلومات بالاعتماد على تكرارات عددية من رقمي واحد وصفر، وفقاّ للغة الثنائيّة الإلكتروني. في المقابل، ستحتفظ الذاكرة الكمومية بما يُسمى "حالة كمومية" كل الأشياء التي يكون لها حالة كمومية معينة، وليس مجرد قطع ذاكرة متفرقة، ما يسمح نظرياً بحوسبة أكثر كفاءة.
بغية شبك هاتين الذاكرتين الكموميتين، اضطر الباحثون إلى إطلاق "فوتونات"، أو جسيمات فردية من الضوء، على امتداد الكابل البالغ طوله 50 كيلومتراً. وبعد أن شقت طريقها عبر تلك المسافة، تمكّنت الذاكرتان من التداخل مع بعضهما بعضاً، لتؤكِّدا بذلك نجاح التجربة، وتثبتا أن ذاكرتين كموميتين يمكنهما أن تتشابكا وتتحركا عبر تلك المسافة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق