الاثنين، 7 أغسطس 2023

مقومات التنمية الاقتصادية

الاقتصاد

تلجأ العديد من الدول إلى تغيير اقتصادها واعتماد تكنولوجيات جديدة، بالإضافة إلى تحسينه نوعياً وكمياً، وذلك بهدف تحسين مستويات المعيشة، حيثُ تُحوّل البلد اقتصادها القائم على دخل منخفض كالزراعة، إلى اقتصاد قائم على الصناعة الحديثة. وتطور الاقتصادات البدائية الفقيرة إلى اقتصادات متطورة ومزدهرة هو ما يُعرف بنظرية التنمية الاقتصادية.

يُقاس النشاط الاقتصادي للبلدان من خلال إجمالي الناتج المحلي، ويُحسب إجمالي الناتج المحلي لكل بلد خلال فترة زمنية معينة، فجميع المنتجات والسلع المُنتجة داخل البلد تُحسب قيمتها السوقية، بالإضافة إلى الاستهلاك، والاستثمار العام والخاص، والصادرات والواردات، وتُقاس قمية السلع والخدمات حسب دخل الفرد في البلد، وعند ارتفاع دخل الفرد، تحدُث التنمية الاقتصادية، لذلك تُصنّف الدول النامية وفقاً لدخل الفرد فيها.

تحقيق التنمية الاقتصادية يتطلّب نتاجاً عالي الجَودة، ويتحقق ذلك عن طريق قوى عاملة مُدرّبة ومؤهلة، حيثُ يجب تعليم وتدريب الأفراد، لأنّ نقص العمالة المُدرّبة تزيد مُعدلات البطالة، وبالتالي تؤثر على النمو الاقتصادي.

والتعليم قد يُؤثر على القُدرة في اتخاذ قرارات اقتصادية عقلانية، والتكيُف مع التغيرات الاقتصادية، وبالتالي السلوك الاقتصادي للبلدان. أما مُعدل إدخال القوى العاملة المُدربة إلى سوق العمل فيجب أن يكون ثابتاً مع الإنتاج الوطني للبلدان، حيث أنه إذا كان هذا المُعدل أسرع من النمو الاقتصادي، فستعجز البلدان عن توفير فرص عمل لهذه القوى العاملة، وستزداد البطالة.

زيادة نفقات البنية التحتية تزداد كفاءة الإنتاج الاقتصادي عن طريق زيادة نسبة النفقات على الآلات، والمعدات الحديثة في المصانع، وصيانتها، وكذلك على تحسين البنية التحتية، مثل: الطرق والجسور، والموانئ، وأنظمة الصرف الصحي، وأيضاً زيادة أعداد العمال. حيث يُصبح العمل أكثر إنتاجية، ويزداد النمو الاقتصادي. فعلى سبيل المثال، إنشاء طريق سريع جديد، يخلُق فرص عمل جديدة لإكمال هذا المشروع، ولتلبية حاجات السائقين، يتبُعها محطات الوقود، ثم محلات البيع بالتجزئة.

الموارد الطبيعية يعتمد استغلال الموارد الطبيعية كالنفط، والرواسب المعدنية على مهارات القوى العاملة، بالإضافة إلى نوع التكنولوجيا المُستخدمة، وتوفر رأس المال، حيث يتأثر النمو الاقتصادي بكمية الموارد الطبيعية المتوفرة.

كما أن زيادة إجمالي الناتج المحلي، يرتبط بالتوسُع في الإنتاج الزراعي، ويُمكن للبلاد التي لا تمتلك وفرة بالأراضي الزراعية وضع سياسات لتشجيع الإنتاج الزراعي، وذلك بوجود مرافق مياه كافية، واستغلال نفس قطعة الأرض لانتاج أكثر من محصول، بالإضافة إلى تقديم التسهيلات والتحسينات وغيرها، كما فعلت تايوان، وكوريا الجنوبية.

 تَستطيع الدول التي لا تمتلك موارد طبيعية تحقيق النمو الاقتصادي، وذلك من خلال التوسعُ في الصادرات، وذلك بتحويل الصناعات المحلية غير الفعالة إلى صادرات، وحققت ذلك العديد من الدول، مثل: سنغافورة، وكوريا الجنوبية، وتايوان، وهونغ كونغ، والبرازيل، والأرجنتين، وتركيا، والتي أنشأت شركات استثمار وطنية، مبنية على السلع المُصنعة بعمالة كثيفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق