يعتبر حزب المستقبل هو من أكثر الاحزاب تأثرا بالتحولات في لبنان، ليس نتيحة الحراك الشعبي فقط، بل لاسباب اخرى مرتبطة بالوضع الاقليمي وبالتسويات التي لم تعجب البيئة الحاضنة لهذا التيار.
بنظرة هادئة، يعتقد احد المتابعين لوضع تيار "المستقبل" ونشاطه أن مدخله الوحيد لحل جزء من المشاكل التي يعاني منها هو المواجهة مع "حزب الله" بشكل اساسي، لكن الرئيس سعد الحريري ليس في هذا الوارد، لا بل يبتعد عن المواجهة السياسية مع الحزب لاعتقاده أن وصوله الى رئاسة الحكومة في هذا الظرف مرتبط بشكل اساسي بموافقة حارة حريك ودعمها.
من هذا المنطلق يحاول الحريري ايجاد بدائل عن مواجهة الحزب، لانه ببساطة لا يمكنه الاستمرار بدور المهادن ولا بنظرية ام الصبي، فقاد معركة مواجهة العهد والتيار الوطني الحرلاسباب دستورية وسياسية بالدرجة الاولى ولاإعتبارات تتعلق بجمهوره بعد تسوية رئاسية سيئة بالنسبة إليه.
يمكن اعتبار معركة الحريري مع التيارالوطني الحر والعهد آخر الحلول لديه، فهو ماض في مواجهة رئيس الجمهورية سياسياً لتعزيز حضور "المستقبل" شعبياً ، كذلك يمكنه الاستفادة من قدرته على المواجهة والمناورة السياسية لتحسين علاقته بالرياض مجددا، بعدما عبرت مرارا عن مطالبتها بمواجهة خصومها في لبنان
قبِل الحريري بالتكليف ليضمن رئاسة الحكومة حتى ولو شكّلها بعد اشهر، فهو لا يرغب ابدا بالذهاب الى انتخابات نيابية وهو بعيد عن دائرة صنع القرار في الساحة اللبنانية.
من وجهة نظر المتابعين يستطيع الحريري تعويض انتكاساته بسرعة نسبية في حال استطاع تحقيق ما يخطط له، لكنه بحاجة الى السعودية حصراً كداعم اقليمي وليس الى أي بلد آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق